الساعات الأخيرة لمهرجان صفاقس الدولي…

يدخل مهرجان صفاقس الدولي في دورته الـ36 منعرجه الأخير بعروض ما بعد عيد الفطر والتي تأتي بعد سلسلة أولى من العروض التي أقيمت في شهر رمضان بفضاء المسرح الصيفي بسيدي منصور والتي تذبذبت فيما بينها من ناحية المواكبة الجماهيرية حيث خيب عرض وائل جسار الافتتاحي آمال الهيئة المديرة من ناحية المردودية المادية وهي التي وضعته بعد أن كان مقررا أن يكون في الدورة الماضية لولا تدخل الظروف القاهرة بحادثة استشهاد النائب والسياسي محمد البراهمي في 25 جويلية 2013 وأيضا بالنظر إلى الشعبية المفترضة التي يتمتع بها هذا الفنان في تونس وكان عرض الفنان الشعبي "حمودة لسمر – وليد التونسي" أكثر حظا من الحفل الأول بمواكبة جماهيرية أفضل عددا ثم كان عرض المالوف الذي كان من تبعاته بعض التغييرات في البرمجة وفي طريقة تسويق العروض.

إلغاءات وحداد و صعوبات مادية وحزام الدعم تحول إلى حزام ناسف

قررت الهيئة المديرة لمهرجان صفاقس الدولي إلغاء عرضي أماني السويسي ورامي عياش بالنظر إلى حالة المهرجان المادية التي تكبدت في العروض الأولى خسارة بـاكثر من 100 ألف دينار و عزا مدير الدورة الدكتور لسعد الزواري ذلك إلى غياب الدعم المالي سواء من سلطة الإشراف أو من المستشهرين الذين أصبح أغلبهم يتجنب المهرجان لسوء سمعة طالته لسنوات طويلة وتزامن هذا الإلغاء مع إعلان الحداد الوطني إبان استشهاد جنود الوطن لتكون العودة مباشرة بعرض الراب لـ "كافون – حمزاوي – أرماستا " هذا العرض الذي شهد تحسنا ملحوظا في نسبة الاقبال الجماهيري رغم الحالة النفسية السيئة التي أصبحت تلازم كل التونسيين تقريبا، ثم وفي مرحلة موالية قامت الهيئة بنقل عروض "جعفر القاسمي" و "حضرة صفاقس" إلى فضاء المركب الثقافي محمد الجموسي تجنبا لمزيد تعميق الجراح المادية التي أصبحت تهدد بجدية مسألة استكمال الدورة برمتها.

القطع مع عقلية المجانية: نقطة ضوء

في دوراته السابقة كان مهرجان صفاقس الدولي وفيا لعادة التذاكر المجانية التي كانت توزع بأعداد كبيرة مما كان يعطي أعدادا في المدارج تفوق بمرات عدد التذاكر المقتطعة وقد اتجهت الهيئة المديرة للمهرجان هذا العام إلى التعامل مع هذا الأمر على أنه عبء وجبت إزاحته رغم الوعي المسبق بمشقة الأمر بتوقع ردود الفعل المناهضة لذلك إما بالمقاطعة أو بالمحاربة وهو الأمر الذي انعكس جليا في سهرة "بلطي – سمير الوصيف" حيث لم يكن العدد يتجاوز الألف وخمسمائة الأمر الذي يعود إلى ما ذكرنا وإلى الحالة المادية والذهنية التي يتخبط فيها المواطن التونسي منذ سنوات و جعلته يصنف الثقافي وأحيانا الترفيهي ضمن قائمة الرفاهيات والكماليات التي يجوز تركها.

مارسال خليفة للموسيقى و ثامر وصابر لإنعاش الخزينة والآمال

بقيت ثلاث سهرات على استكمال مهرجان صفاقس الدولي في دورته الحالية وسط تعثر وصعوبات جعلت من نجاح الدورة أمرا ثانويا أمام استكمالها، وسيكون الموعد في 6 أوت مع الفنان العربي الكبير "مارسال خليفة" والفنانة "أميمة الخليل"، ولئن يعد هذا العرض كبيرا بكل المقاييس بالنظر إلى التاريخ الفني لسعادة السفير "مارسال" كما يقدمه "محمود درويش" الشاعر العربي الكبير، فإن السنوات الأخيرة والتي أحيا فيها عروضا في صفاقس وغيرها شهدت نوعا من ابتعاد الجمهور آخرها عرض هذه الصائفة في مهرجان قرطاج.

ويبقى هذا العرض رغم ذلك أحد أهم العروض التي تمت برمجتها في مهرجان صفاقس هذا العام بالنظر إلى قيمته الموسيقية والفنية كما سيكون الموعد يومي 7 و10 أوت مع كل من الفنان المصري "ثامر حسني" والتونسي "صابر الرباعي" اللذين يبقيان الأمل الأخير ربما لإنقاذ خزينة المهرجان وسط دورة استثنائية بكل المقاييس انطلقت بخلاف بين هيئتين منصبة ومستقيلة وتوشك أن تنتهي بعجز مالي ولكن بنفس تأسيسي وجب الإبقاء عليه وتدعيمه في قادم السنوات.

 

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.