الترجي الرياضي: سياسة التلميذ "البخيل" في تجديد العقود؟

من المعلوم أن هناك فئة من التلاميذ التي لا تلقي بالا للامتحانات والاختبارات إلا متى قدم موعدها وصارت أمرا مقضيا أو كما نقول في عاميتنا "ليلة صلى الله".. هكذا يبدو الأمر في نهاية كل موسم حيث يلهث مسؤولو الترجي الرياضي جاهدين لتجديد عقود بعض اللاعبين خصوصا الركائز منهم وهي سياسة أدت بالفريق إلى خسارة بعض لاعبيه وأيضا إلى الخضوع أحيانا إلى ابتزاز لاعبين آخرين يجدون أنفسهم أحرارا وفي حل من كل التزام فيعمدون إلى فرض شروطهم كما يحلو لهم ولا تجد الهيئة من سبيل إلا الرضوخ إليهم وإلى طلباتهم.

وسيم نوارة ومحمد علي بن منصور وخليل شمام وسامح الدربالي وحسين الراقد وخالد المولهي وايهاب المساكني ومجدي تراوي وهاريسون أفول ويوسف البلايلي.. هي قائمة اللاعبين الذين تنتهي عقودهم بعد شهرين تقريبا فيما لم يفلح مسؤولو الفريق إلى حد الآن في التوقيع مع أي منهم رغم انه من المفترض أن يكونوا قد جددوا عقودهم بصفة رسمية.

الغريب أن هيئة حمدي المدب لا تأخذ العبرة من أخطائها السابقة فهي لم تتعلم من خروج أسامة الدراجي عن طوعها أو تمرد يوسف البلايلي عليها أو تعنت القائد خليل شمام وفرضه لشروطه قبل تجديد عقده في الصائفة المنقضية.

الهيئة تجد نفسها مطالبة في أقل من شهرين بغلق ملف تجديد العقود في فترة ينافس الفريق فيها من أجل الحصول على لقب كأس تونس الذي سيلعب في ثلاثة أدوار منه خلال شهر جوان فضلا عن انطلاق سباق دور المجموعتين من دوري أبطال إفريقيا وبالتالي فتأخير فتح ملف تجديد العقود إلى وقت لاحق مسألة يفترض مراجعتها قبل فوات الأوان.

يوسف البلايلي أحد الأسماء العشرة في هذه القائمة كان أول المتمردين وأشهر عصيانه ضد الهيئة رافضا التجديد قبل أن يؤكد في تصريحاته الأخيرة لإحدى وسائل الإعلام الجزائرية أنه لن يجدد للفريق إلا متى فشل في الحصول على عرض احترافي مهم وهو ما يعني أن بقاءه في الترجي الرياضي رهين فشله في الحصول على عرض يرضي غروره وكأن النادي صار عجلة خامسة؟

التعامل مع الترجي بعقلية العجلة الخامسة ليس حكرا على البلايلي فالجميع يذكر مسلسل تجديد عقد قائد الفريق وابن النادي خليل شمام الذي كان على وشك التعاقد مع ايفيان الفرنسي دون أن يغنم منه النادي أي مقابل مالي رغم كل ما حصل عليه طيلة مسيرته ليقرر في الأخير العودة إلى حديقة المرحوم حسان بلخوجة بعد أن وجد العرض الفرنسي ضعيفا للغاية وأن ما وضعه أمامه الترجي أعلى بكثير..

وحتى لا يكون الحديث عن كل لاعب على حدة فإننا نتساءل عن بعض الحالات فهل يعقل أن يترك الترجي الرياضي أفضل ظهير أيمن في تونس وهو سامح الدربالي إلى آخر اللحظات حتى يجدد التعاقد معه؟ وهل من المنطقي أن تركيبة خط الوسط ستكون في حل من أي التزام موفى شهر جوان؟ وهل يرتضي المدب أن يغادر هؤلاء بالمجان والفريق لم يستفد منهم بقدر ما أمدهم به من مال وحضور رياضي لم يكن ليعرفوه خارج حديقة الرياضية "ب"؟

أسئلة على القائمين على حظوظ الفريق الإجابة عنها خصوصا أن أمد غلق هذا الملف قد طال زيادة عن اللزوم ومن يدري فقد ينتهي على حلقات لا يرتضيها أحد من أنصار الأحمر والأصفر بما قد يؤثر على مسيرة الفريق في دوري أبطال إفريقيا التي يطمح الجميع إلى ترويضها وبلوغ العالمية من جديد..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.