قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح أشغال المؤتمر العاشر لحركة النهضة اليوم الجمعة 20 ماي 2016، إنه تردّد قبل أن يأتي إلى المؤتمر نظراً لموقعه كرئيس جمهورية والذي يفرض عليه أن يكون على مسافة واحدة من مختلف الأحزاب والحساسيات السياسية.
وأضاف السبسي أنه جاء لمؤتمر النهضة العاشر تقديراً للجهود التي قامت بها الحركة لدعم التوافق والمصالحة الوطنية ممّا أهّلها للمشاركة في حكومة توافقية عملت على إنقاذ تونس من الانزلاق نحو المجهول، متوجهاً بالتحية لزعيم النهضة راشد الغنوشي وحزبه للمسار الذي تمّ اختياره للبلاد والذي يقوم على التوافق وتشريك كلّ التونسيين دون إقصاء وحماية استمرارية الدولة والتشبث بالنمط المجتمعي الحداثي، على حدّ قوله.
وأوضح ان حضوره يأتي في إطار التأكيد على كلّ هذه المعاني وان التونسيين قادرون على حسن إدارة خلافاتهم وبالتالي حسن إدارة تعايشهم في إطار الدستور الذي ينصّ على ان تونس دولة مدنية ولكن لشعب تونسي مسلم.
كما نوّه رئيس الجمهورية بتطور حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي والذي تجلّى في الإقرار بضرورة العمل على تحول الحركة إلى حزب سياسي وطني مدني والقطع مع سياسة الأحزاب العقائدية الشمولية الناطقة باسم الدين، حسب تعبيره.
وعبّر عن أمله في أن يتوصل مؤتمرو النهضة إلى التأكيد على أن النهضة أصبحت حزباً مدنياً تونسياً قلباً وقالباً وان ولاءها لتونس مشدداً في الآن ذاته على ان الإسلام لا يتناقض مع الديمقراطية ومشيراً إلى ان ذلك ما صرّح به في المحافل الدولية من خلال قوله ان التيار الإسلامي في تونس لا يشكّل خطراً على الديمقراطية.
وتابع قائلاً انه يأمل ان تصبو النهضة إلى تقديم البرهان على ذلك من خلال ما سيتمخّض عن مؤتمرها العاشر من لوائح وان تؤكد خصوصية النهضة المستمدة من طبيعة المجتمع الذي نشأت فيه.
وأشار إلى انه يتطلّع لأن يكون المشروع السياسي للنهضة بعد إقرار المراجعات متناسقاً مع السياق الوطني العام ويعالج التحديات الوطنية الكبرى ويقدم إجابات وطنية بغض النظر عن موقع النهضة في الحكم.
وختم السبسي بالقول ان التزام النهضة بهذه التوجهات سيطمئن التونسيين وسيطمئن على "العيش التونسي" المتّسم بالانفتاح وعلى مستقبل الديمقراطية الوليدة في تونس والدولة المدنية وإسلام البلاد الأصيل، وفق تأكيده.
