الاعــــلان الخـفــيّ للسـبسـي

 
بسام حمدي-
 
مكبّلا بأحكام الدستور، محتكما لمنطق الغلبة ولوزنه البرلماني، أطل الباجي قائد السبسي و لاول مرة بعد ثورة 2011 في حالة عجز وضعف تجاه معركة سياسية حطمت آماله وأجهضت مشروعه السياسي الحالم باخراج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية قبل نهاية مسيرته اقتداء بزعيمه الأول الحبيب بورقيبة.
 
السبسي أظهر صراحة عجزه السياسي وعدم قدرته على  اللجوء الى أحكام الدستور في ظل الضعف البرلماني لحزبه وبين للشعب التونسي كونه لم يقدر طرح فتوى سياسية لكنه أعلن "خفية" عن قرار يهم مستقبله السياسي.
 
"لم أكن أريد وعدا بقدر ما أردت صدقا ولم أكن أتمنى بقاء دائما" مقولة عدنان الكاتب، أبلغها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في كل اجاباته المتعلقة بمسيرته السياسية وعلى غير عادته، أطل السبسي على الشعب التونسي شديد التوتر والانفعال غير ماسك بزمام الأمور  متبعا أسلوب النصح والارشاد لانجاح كامل مراحل المسار الديمقراطي للبلاد التونسية.
 
السبسي وإن أخفى قراره المتعلق بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة ولم يذكره صراحة الا أن جل كلماته توحي بنهاية مشواره وتوجهه الى التفرغ والخروج من قصر قرطاج ملمحا الى ذلك في قوله "إن تونس لا تتوقف عند السبسي" وتأكيده على الخروج من الباب الكبير بضمير راض عن أدائه" وقوله "إنه لم يحل في منصب رئيس الجمهورية كتشريف وانما كتكليف".
 
نقاط أخرى ربما ترفع من درجة الوضوح في قراره وهي اعلانه عن تردده في ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة وتقديمه نصائح بدل الاعلان عن مبادرات ومقترحات تشريعية تخص الدستور والقانون الانتخابي.
 
كلمات السبسي المتعلقة بالقانون الانتخابي وبدستور الجمهورية الثانية أوردها في صيغة النصح والارشاد  لمنح صلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية القادم الذي قد يخلفه في زعامة البلاد داعيا الى تعديل الدستور والقانون الانتخابي بعد الفترة التي تنتهي فيها ولايته.
 
وفي كل تلميحاته الى كونه غادر معترك السياسة، لم يفرّط الباجي قائد السبسي في تشبهه بالزعيم الحبيب بورقيبة مستدلا بمغادرة بورقيبة لكرسي الحكم قبل الخلود الى الرب الأعلى حتى وصل به التشبه ببورقيبة الى حد القول " أنه لا وجود لمسؤولية للأبد وأن الحبيب بورقيبة قال إنه سيظل رئيسا للابد لكنه لم يتحقق ذلك وانتهت ولايته قبل وفاته" داحضا كذلك فكرة حبه لمسألة التوريث وما سمي بالتوريث الديمقراطي.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.