بعد حرب التصريحات المدوّية التي كانت عنوانا للفترة الماضية من صراع قيادات نداء تونس وخاصة بين شقيّ حافظ قائد السبسي و محسن مرزوق،هاهو صراع "الإخوة كارامازوف" على شاكلة الرواية العالمية الشهيرة للأديب الروسي دوستويفسكي يستعر أكثر فأكثر ليدخل منعطفا جديدا يبدو أنّ الإشاعة ستكون سلاح عدّة أطراف معنيّة فيه برهانات معركة "كسر العظم" الدائرة داخل الحزب الحاكم.
فالترويج لأخبار مغلوطة من قبيل منع الأمين العام للحزب من دخول الجزائر من قبل سلطاتها الرسمية،من المؤكد أنّه يدخل في هذا الإطار الذي يروم من خلاله مروّجو مثل هذه الإشاعات تسجيل نقاط موجعة على حساب الطرف المقابل،في الوقت الذي لا تلوح فيه أيّة آفاق لحسم الخلافات بالطرق السياسيّة التوافقية.
و بلا شكّ فإنّ مثل هذا التعاطي سيزيد في الإساءة لصورة الحزب الفائز في الانتخابات الفارطة وللعمل السياسي في المخيال العام للمواطن التونسي الذي يُخشى من أن تزيد مثل هذه الصراعات العقيمة والتي تتخذ في أحيان عدّة منحى لاأخلاقيا شعاره القاعدة المكيافيلية "الغاية تبرّر الوسيلة" من عزوفه عن الشأن العام.
باختصار، فإنّ أزمة نداء تونس تلخّص أمراض النخب السياسيّة في تونس كما تعري واقع العمل الحزبي و تشابكه مع دوائر المال والإعلام والمصالح الضيّقة وعقيدة الأنا المتضخمة وسط غياب لمشاريع واضحة ولآليات اشتغال ديمقراطية ونزيهة.
