الأندية تشكو محترفيها: غياب الانضباط و"وقع الغربة" في قفص الاتهام

بات مسلسل إخلال اللاعبين الأجانب بالتزاماتهم مع أندية الرابطة المحترفة الأولى حدثا بارزا في الموسمين الأخيرين حيث لا يخلو فريق من متمردين أو غير منضبطين ليصبح المشهد حالة عامة تقريبا بعد أن كان الأمر مقتصرا على بعض الحالات الشاذة.

الأندية التونسية تضررت بفعل عدم التزامات محترفيها ليطرح من جديد السؤال حول الجدوى من انتداب هؤلاء وخلاصهم بالعملة الصعبة دون أن يكونوا على الأقل منضبطين.

التفسيرات والتأويلات عديدة خصوصا أن هناك من يركز في موقفه على أن "الغربة" حدث ليس بمقدور الكثيرين تحمل وطأته فيما يرى شق آخر أن الأفارقة لا يعرفون شيئا عن الانضباط وهو أمر يتجلى في طريقة عدم تحقيقهم لأية انجازات مرموقة .فرغم مرور عدة لاعبين نحتوا أسماءهم بأحرف من ذهب في الكرة العالمية إلا أن عدم التزامهم حرم بلدانهم من الانتفاع من خدماتهم بما يعود عليها بألقاب ونتائج تصنع التاريخ.

وقع "الغربة" له تأثيره خصوصا على لاعبين في سن يافعة وبالتالي فقد يجد البعض تفسيرا لتمديد لاعب شاب إجازته ببضعة أيام فيما لا ينسحب الأمر على آخرين ممن تعودوا الاحتراف خارج بلدانهم.

النادي الرياضي الصفاقسي كان أكثر المتضررين فتقريبا عانى الفريق من قلة انضباط كل لاعبيه الأجانب بداية من المتمرد على الدوام الغاني مامان يوسوفو أو الايفواري ادريسا كواياتي ووصولا إلى الغابوني ابراهيما ندونغ.

نادي عاصمة الجنوب لم يكن المتضرر الوحيد فنادي باب الجديد خسر عدة لاعبين من محترفيه بداية بالبنيني جودال دوسو مرورا بالغانيين فرانسيس نار وبرانس تاغواي ووصولا إلى الجزائري عبد المومن جابو.

النجم الرياضي الساحلي بدوره يعاني الأمرين من لاعبيه الأجانب حيث فتح الفريق حربا لا هوادة فيها مع لاعبيه المحترفين حيث تعددت نزاعاته لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم مثل قضية مهاجم منتخب النيجر موسى مازو وقضية جوستين مونغولو أو النزاع مع سيمبا التنزاني حول اللاعب ايمانويل أوكوي..

الأندية المذكورة ليست الوحيدة التي عانت من عدم التزام محترفيها لكن الاقتصار عليها يعود إلى المبالغ المالية الكبرى التي يتقاضونها قياسا بلاعبي الصف الثاني من النوادي ليبقى الترجي الرياضي الوحيد الذي يلتزم أجانبه بواجباتهم.

النادي الرياضي الصفاقسي ظل يعاني من عدم انضباط الظهير الغاني مامان يوسوفو الذي لا يشك أحد في سعة إمكانياته إلا أن تمديده لإقامته ببلاده كلما استرخص لزيارة الأهل يشكل ظاهرة في حد ذاته.

يوسوفو يعد أحد أفضل الأجانب الذين مروا ببطولتنا من ناحية سعة الإمكانيات ولا أدل من الإضافة التي يقدمها كلما لعب حتى ولو تزامن ذلك مع غياب طويل إذ لا يلوح عليه التأثر بفقدان النسق في دلالة واضحة عن قيمته قياسا بالبطولة أو المنافسين.

عدم انضباط مامان سرب العدوى إلى زملائه لينسج ادريسا كواياتي على منواله وهو الذي قضى أسبوعا إضافيا في بلاده الأمر الذي تسبب في تراجع لياقته البدنية وهو ما يفسر تراجع أدائه في الجولات الأخيرة.

وتبقى حالة الغابون ديديي ندونغ مغايرة فقد مدد إقامته في بلاده بما يتماشى مع مدة الإيقاف الإجباري الذي عانى منه جراء ملف إثارة النجم الرياضي الساحلي على مشاركته في اللقاء الذي جمع بين الفريقين لحساب الجولة 11 من البطولة.

النادي الإفريقي عانى بدوره من فرار المهاجم جودال دوسو في مناسبتين مصرا على خوض تجربة احترافية ورافضا مواصلة اللعب للأحمر والأبيض. البنيني فر وتلاه الغانيان فرانسيس وبرانس تاغواي اللذان تكبد الفريق من أجلهما أموالا طائلة دون الاستفادة منهما.

برانس تم فسخ عقده يوم 15 جانفي الماضي لإخلاله بالتزاماته وتغيبه دون موجب في حين كشفت وسائل إعلام تشيكية أن فرانسيس نار قد أمضى لفائدة أحد الأندية المحلية رغم أنه مرتبط مع الأحمر والأبيض إلى غاية موفى جوان 2018.

ويبقى النجم الرياضي الساحلي أحد أكثر الأندية التونسية تضررا من عدم التزام لاعبيه الأجانب وها أن ليتوال يجد نفسه في نزاع مع نادي سيمبا التنزاني وصلت وثائقه حد أروقة "الفيفا" وذلك من أجل اللاعب ايمانويل أكوي.

فريق جوهرة الساحل خسر خدمات مهاجم منتخب النيجر موسى مازو الذي تحول إلى غيماريش البرتغالي دون أن يستفيد الفريق منه ماليا وأضاع فرصة الانتفاع بخدمات جوستين مونغولو الذي احترف بسوشو الفرنسي وغيرهما ممن كسبوا قضايا مرفوعة ضد النجم ليكون الفريق ضحية نفسه.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.