افتتاح مهرجان “مرايا الفنون” بالقلعة الكبرى.. أو حينما تتواصل الأجيال

 
 
 
محمد علي الصغير
لم يكن يحلم جمهور المهرجان الصيفي "مرايا الفنون" بالقلعة الكبرى الذي انطلق ليلة البارحة 15 أوت بعرض فني أجمل وأعذب من ذلك الذي أمنه الفنان نبيل خليفة صحبة فرقة محمد الرواتبي الموسيقية.
 
 
 
ابن القلعة الكبرى أطرب مسامع الحاضرين ب"عناقيد طربية" جمعت بين الأغاني الشرقية والتونسية. نبيل خليفة افتتح عرضه الذي انطلق بتأخير كبير نسبيا بأغنية "بحبك يا لبنان" للفنانة فيروز في رسالة تضامن وتآزر للشعب اللبناني بعد الانفجار الذي جد في العاصمة بيروت.
نبيل خليفة غنى للحب والفرح. كاد أن يكون "كامل الأوصاف" عندما غنى لعبد الحليم… وأبدع حين أدى "سمراء يا سمراء شغلني هواك" و"على ورق الورد"لكارم محمود… وأمتع حين أحيا رائعة علي الرياحي "بيت الشعر هي عالرقوبة"… أو حين خاطب حبيبته سائلا "ريتك ما نعرف وين" في أغنية للفنان الكبير لطفي بوشناق…
ولعل ما حز في نفس بعض الجماهير التي أبدت تفاعلا مع اللوحات الفنية التي قدمها نبيل خليفة هو تغييبه لأعماله الخاصة.  اذ باستثناء أغنية "فرحة" المستوحاة من معزوفة للموسيقار العالمي عمر خيرت صاحب رائعة "ليلة القبض على فاطمة" والتي خط كلماتها الشاعر المولدي حسين وأداها نبيل خليفة صحبة الموهبة الصاعدة حنين الغرايري لم يتسن للجماهير الاستمتاع باي من أغاني ابن مدينتهم.
 
 
 
حنين الغرايري: الموهبة القادمة على مهل
لعل من اكتشافات هذه الدورة الخامسة من مهرجان" مرايا الفنون" الذي تنظمه سنويا جمعية "اشراق للثقافة والفنون" بالتعاون مع دار الثقافة بالقلعة الكبرى الصوت الملائكي  القادم على مهل حنين الغرايري التي اسمعت فأبدعت فأطربت فأمتعت. ويحسب للفنان نبيل خليفة الذي اكتشف هذه الموهبة أثناء مشاركتها في مسابقتين موسيقيتين توجت خلالهما بالمرتبتين الأولى والثانية أنه مكنها وللمرة الأولى، في حركة رمزية لتواصل الأجيال فنيا، من فرصة الصعود على ركح القاعة المغطاة بدار الثقافة ومشاركته حفل الافتتاح وحسبنا أنها أفلحت  في لفت أنظار الجمهور.
 ورغم ظهور بوادر الاضطراب على هذه الموهبة الشابة بمجرد مصافحتها للمصدح وهو ما حدا بالجماهير الحاضرة الى شحذ عزيمتها واعطائها دفعا معنويا عبر الهتاف والتصفيق لها الا أنها سرعان ما تداركت الموقف وانبرت تطرب مسامع الحاضرين بأغنيتها المفضلة "مستنياك" للفنانة عزيزة جلال. الجماهير الحاضرة والتي كان عددها قليل  نسبيا بسبب الاجراءات الوقائية من انتشار فيروس كورونا من جهة وتزامن المهرجان مع موسم الأعراس من جهة أخرى، تفاعلت بايجابية كبيرة مع الفنانة الشابة وأبدت اعجابا ملحوظا بالثقة التي اكتسبتها حنين الغرايري مع مرور الوقت وتقدمها في الآداء.    
ورغم عدم التحاق تلميذة الباكلوريا  حنين الغرايري بأي من المعاهد المتخصصة في الموسيقى حسب تصريحها لحقائق اون لاين الا أن ذلك لم يكن عائقا أمام اتقانها هذه الأغنية الخالدة للفنانة عزيزة جلال وللعديد من الأغاني الأخرى التي نشرت مقاطع منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما يؤكد امتلاك هذه الشابة ابنة العشرين ربيعا لإمكانيات فنية وطاقات صوتية في حاجة الى من يصقلها ويطورها لتكون نجمة من نجوم الموسيقى في تونس على غرار المبدعة سنيا مبارك التي لطالما اعتبرتها حنين قدوتها ومثلها الأعلى. وهي الغاية التي تسعى هذه الفنانة  "الصغيرة" ذات الصوت الرقيق والعذب الى تحقيقها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.