اعتداءات متكررة على مديرة دار المسنين بالكاف.. مالقصّة؟

 يسرى الشيخاوي-

"العنف ضد النساء يقتل كيما الوباء"، عبارات تلخّص الواقع الذي تعيشه النساء في تونس رغم ترسانة القوانين والتشريعات التي تضمن حقوقهن وتجرّم كل أشكال العنف ضدهن.
وفي الآونة الأخيرة شهدت تونس حوادث عنف ضدّ النساء ترّي أكثر فأكثر المنظومة الذكورية وتفضح ترسّب وتكلّس العقلية في علاقة بحوادث العنف ضد المرأة، حوادث قد تبدأ بعنف رمزي وتنتهي إلى قتل وتنكيل. 
وكثيرة هي الأمثلة التي تثبت ان السكوت عن العنف يشرعن للتمادي في مضايقتهن مرورا بتقييد حرياتهن وصولا إلى إنهاء حياتهن، ويبدو أن العنف ضدّ النساء كما الوباء لن يتوقف إلا بإلقطع مع التطبيع معه وتسطيحه وبتغيير العقليات. 
ومن بين حوادث العنف التي مست المرأة حادثة جدّت في دار المسنين بالكاف حيث أقدم شخص على التهجم على مديرة الدار ومحاولة البضاق عليها لنقل عدوى كورونا لها.
وفي حديثها عن الواقعة، تقول بثينة باباي إن هذا الشخص يضايقها ويتعرض بالإساءة إلى دار المسنّين منذ ما يزيد عن الأربعة أشهر وهددها بالحرق هو مادفعها إلى تتبعه عدليا ولكن لم يتم النظر في المسألة استعجاليا على خطورتها.
وعن سبب التهجم على دار المسنين والعاملين فيها، تشير باباي إلى ان الامر يتعلق ببرنامج موائد الإفطار المنتفعة منه والدة المشتكى به والذي أصبح يتبع الولاية بعد تعرض العاملين في الدار إلى الهرسلة.
ورغم إعلامه بالأمر لم يتوقف عن الإساءة للدار ومضايقة العاملين فيها وقد وصل الأمر حد اتهامه الهيئة المديرة بالسرقة على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه مراسلات إلى سلطة الإشراف الممثة في وزارة المرأة ورئاسة الحكومة، وفق قول محدّثتنا التي أشارت إلى أن وزارة المرأة طلبت تقريرا عن البرامج التضامنية وكان الأمر ليتبين بطلان الإدعاءات ضد الدار.
وكان من المفترض أن يحضر المشتكى به  خلال إحدى الجلسات في المحكمة الإبتدائية بالكاف، يوم الخميس 24 جوان الماضي، لكنه تخلّف بتعلة التزامه بالحجر الصحي بعد إصابته بفيروس كورونا، وفق قول محدّثتنا. 
ورغم الحجر الشامل في الكاف ورغم إصابته بكورونا، توجه من الغد إلى دار المسنين وأعاد الكرة في اليوم الموالي وصولا إلى يوم الأحد ليتصل أحد الأعوان بمديرة الدار التي كانت حينها في عطلة لتجد حلا للهرسلة المستمرة.
 وعند حلولها بالدار تهجم عليها وحاول تعنيفها لولا حضور بعض الأعوان وحولهم دون ذلك وهم بالبصاق على وجهها مشهرا تحليله الايجابي الذي يثبت إصابته بكورونا، الأمر الذي دفعها إلى الاتصال بالشرطة التي أوقفته.
في الأثناء تقدّمت بشكاية ثانية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالكاف وتم الاحتفاظ بالمشتكى به، وعند مثوله اليوم أمام المحكمة لم يتوان عن الاعتداء اللفظي عليها بل حاول تعنيفها ماديا في المحكمة إذ حاول دفع أعوان الحراسة والتوجه نحوها، وفق روايتها.
ومرة أخرى تتعرض بثينة باباي إلى العنف ولكن هذه المرة في المحكمة الابتدائية، عنف وثقته الكاميرا وبناء عليه تقدّمت بشكاية أخرى ضد المعني، كما توجهت إلى الفرقة المختصة في جرائم العنف ضد المرأة. 
وحوادث العنف المتكررة التي تعرضت لها محدّثتنا من شأنها أن تؤثر فيها معنويا ونفسيا خاصة أمام تأخر الحكم على الشخص المعني رغم توفر كل الأدلة التي تدينه، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة.
ولكن رغم مخلفات هذه الحوادث وتكرار الهرسلة تتمسك بتتبع معنفها قضائيا وسط مساندة واسعة ممن شاهدوا فيديو الاعتداء عليها ومن الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي الذي يشرف على دارالمسنين ومن وزارة المرأة. 
 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.