إيطاليا تعتبر أن الوضع في تونس “حالة طارئة”.. وتدعو لتحرك أوروبي

بات الوضع السياسي المضطرب في تونس، يشكل قلقا بالنسبة لقادة الاتحاد الاوروبي وخاصة ايطاليا البلد الأقرب جغرافيا إليها، فيما يتعلق بتدفقات الهجرة غير النظامية، ما دفع بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني إلى وصف الوضع التونسي بـ"المعقد" وأنه "حالة طارئة"، مضيفا أن "القضية التونسية ستكون بالتأكيد نقطة أساسية لمجلس الشؤون الخارجية المقبل".

وتخشى الحكومة الايطالية من أن ينعكس الوضع السياسي المتأزم في تونس على تدفقات المهاجرين غير النظاميين، الذين فاق عددهم الألفين في الايام الأخيرة، حيث تؤكد السلطات الايطالية أن أغلب مراكب الهجرة انطلقت من السواحل التونسية.

وتُفيد الأرقام الرسمية بأن إيطاليا استقبلت أكثر من 32 ألف مهاجر غير نظامي في العام 2022 من بينهم 18 ألف تونسي.

وقال وزير الخارجية الايطالي للصحفيين، على هامش مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي المنعقد أمس الاثنين في بروكس، "هناك وضع معقد للغاية في تونس وسنطرح المشكلة أيضًا في مجلس العدل والشؤون الداخلية، لأن الوضع التونسي يخاطر بأن يصبح مقلقًا بشكل متزايد وأيضًا من ناحية تدفقات الهجرة غير النظامية المتصاعدة باستمرار".

وزير الخاريجة الايطالي، ألمح في تصريحاته بأن الوضع التونسي لا يمكن أن يكون مصدر قلق لايطاليا فقط بل لكل دول أوروبا أيضا، حيث صرّح بالقول: "لا يمكن أن تكون هذه مشكلة إيطالية فقط، يجب أن تكون أوروبية".

وأعلن تاياني أنه أثار "سياسيا" مسألة تونس خلال الاجتماع مع نظرائه الأوروبيين "حتى تعرف كل الدول أن هناك حالة طارئة"، وفق تعبيره، قبل أن يضيف "ثم تحدثت مع الممثل السامي جوزيب بوريل بالتفصيل وسأعاود الاتصال به غدًا لمعرفة ما يمكن عمله وما يمكن للخدمات الخارجية للاتحاد الأوروبي القيام به".

ودعا تاياني إلى ضرورة تحرّك أوروبي، حيث قال: "نحن نراقب ما يحدث خطوة بخطوة، لأن هناك حاجة إلى تحرك أوروبي، مُظهرا استعداده للنقاش ولإيجاد حلول وحتى الذهاب إلى تونس ليرى ما يمكن فعله لوقف تدفقات الهجرة هذه والتي تشكل مصدر قلق كبير لإيطاليا".

من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الايطالية، نقلا عن مصادر أمنية أن المنطقة الساخنة في منطقة إمبرياكولا، تكاد تنهار بعد موجة الوافدين التي شهدتها خلال الايام الفارطة، مبينةً أن "المبنى الذي يمكنه أن يستوعب حوالي 400 شخص، يضمّ أكثر من 2200 ضيف حالياً".

ويوم 17 فيفري، أعلنت السلطات الأمنية الايطالية، عن رسوّ  34 قارب هجرة خلال 24 ساعة فقط، مع وصول أكثر من 1400 شخص، ثمانية منها تمت بدءاً من منتصف الليل، وشملت قوارب صغيرة اعترضتها دوريات هيئة حماية الموانئ وقوات الشرطة المالية".

وفي جانفي 2023، كان لأنطونيو تاياني، زيارة إلى تونس التقى خلالها رئيس الجمهورية قيس سعيد، وصرح حينها بأن بلاده مستعدة لزيادة عدد المهاجرين القانونيين من تونس، لكنها بالمقابل تدعو إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية، مشيرا إلى أن ذلك يمر عبر إبرام اتفاقيات “للحصول على عمّال قانونيين، شباب تونسيين وأفارقة، يمكنهم الاندماج”، وتقليل عدد الذين “يأتون للعمل بشكل غير قانوني، ويتقاضون أجورًا زهيدة”.

وتابع بأن “تونس هي أيضًا ضحية لظاهرة الهجرة غير النظامية، فمنذ العام الفائت، جاء منها العديد من المهاجرين إلى إيطاليا” ممن هم من دول جنوب الصحراء الكبرى.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.