إصدار جديد للصحفي محمد علي خليفة… إضاءات في الثقافة والسياسة والإعلام

 

لم يخف استاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية عبد الجليل بوقرة إعجابه بهذا الإصدار الذي جاء ليثري المشهد الادبي والمكتبة التونسية بصفة خاصة. وقد أثنى بوڤرة على الاسلوب المتميز الذي اعتمده المؤلف في هذا الاصدار الذي جمع بين ثلاثة أجناس صحفية مختلفة وهي البطاقة والاستجواب والتحليل. 

 

هذا الكتاب من الحجم المتوسط اتى على مواضيع مختلفة ومتشابكة منها ما هو ثقافي وسياسي وإعلامي. ويرى عبد الجليل بوڤرة ان الكاتب اجتهد في الرجوع الى اصل المواضيع التي تم تناولها دون الاقتصار على الظاهر منها او الآني وهذا يعد مكسبا في حد ذاته اذ يمكن القارئ من فهم الظاهرة التي يتم معالجتها والالمام بكل جوانبها ودون ان يكون الموضوع منتهي الصلوحية بانتهاء الحدث الذي كتب لأجله.  

 

وأكد بوڤرة من جهة أخرى على أن محمد علي خليفة  استطاع  الالمام بالتركيبة الذهنية للانسان التونسي او الشخصية القاعدية La personnalité de base  وهو امر محمود بل ومطلوب لمعرفة طبيعة المواطن التونسي وتحليل شخصيته وتحديد رغباته وميولاته. ولم يترك بوڤرة الفرصة تمر دون الثناء على الاسلوب المتميز الذي اعتمده الصحفي في تبسيط المسائل المعقدة للقارئ وذلك بفضل حنكته وتمرسه وتمكنه وحذقه لقواعد الكتابة الصحفية التي تعتمد اساسا البساطة  دون الاسفاف والوضوح دون التعميم.

 

من جهته ابرز محمد علي خليفة الذي أصدر منذ سنة تقريبا كتاب "المدرسة السجن" وهو ترجمة لكتاب.

 

‏ "Maman je n’aime pas cette école" للاستاذة سندس  خليفة، ان هذا الكتاب هو عبارة عن عملية جمع لجملة من المقالات الصحفية التي اصدرها سابقا في مجلة المنتدى الصادرة عن جمعية ابن رشد للفكر والابداع بالقلعة الكبرى وبجريدة الشروق التونسية الذي ينتمي اليها منذ ما يزيد عن  عقد ونصف. 

ولم يخف الكاتب صعوبة هذه العملية التي تقتضي الاعتماد على طريقة ذكية ومحكمة ومتناسقة حتى يكون العمل متكاملا وقويم البناء. 

 

محمد علي خليفة المتحصل على الماجستير في علوم الاعلام والاتصال من معهد الصحافة وعلوم الاخبار، ابرز ان عنوان الكتاب "اضاءات" هو  اسم الركن الذي كان يؤمنه في مجلة المنتدى والذي تعود فكرة تسميته اصلا الى الشعار المتميز بشير عبيد. 

وتناولت هذه الاضاءات حسب صاحب كتاب"ورقات انتقالية : محطات من تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس" الصادر سنة 2016 — وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الصحفية التي كتبها الصحفي بعد الثورة التونسية ودونها في شكل كتاب —، العديد من المسائل المجتمعية والسياسية المعقدة التي طرحها الكاتب باسلوبه الصحفي البحت وهنا تكمن خصوصية هذا العمل. فمحمد علي خليفة الذي ما فتئ يؤكد انه لم يكتب الى حد الآن الكتاب الذي يحلم به اعتمد السلاسة في اللغة والدربة في الكتابة حتى يُيَسّر على القارئ فهم المسائل التي تناولها بالبحث والتحليل.

 

"اضاءات في الثقافة والسياسة والاعلام" الذي قدمه الكاتب امام جمع هام من المثقفين من ابناء الجهة ومن زوار صالون الكتاب الدولي بسوسة ربما يكون شرارة تولِّد لدى البعض من الاعلاميين الرغبة في الاحتذاء بمحمد علي خليفة الذي اختار التوثيق لباكورة اعماله الصحفية باسلوب ادبي مختلف.