ريم سيوى –
أسدل الستار مؤخرا بمدينة الثقافة على اختتام مهرجان أيام قرطاج الموسيقية بعد ان استمتع الجمهور باكثر من اربعين عرض من 12 دولة شقيقة و صديقة، فشاركت من العالم العربي فرق من الجزائر، المغرب الاردن ،مصر ، فلسطين كما اشتملت على عروض فرق أتت خصيصا من امريكا و إفريقيا و أروبا ، فرنسا، بلجيكيا ، ايطاليا،اسكتلندا..
وإن كان نصيب الاسد في العروض للروك بقسميه الهارد و الصوفت فإن العروض تميّزت بتنوّعها و ثراء الالات و المعزوفات و تشابك الانواع . حيث استمتع الجمهور بتمازج ثقافي فريد لا نراه الا في تظاهرة ايام قرطاج الموسيقية.
ولا يفوتنا تواجد الفنان التونسي فوزي الشكيلي ضمن لجنة اختيار العروض الي من شأنه اختيار أكثر عروض في موسيقى الروك التونسية و العالمية.
وعلى سبيل الذكر، زاد ثراء التظاهرة بعزف ثنائية على المزود السكوتلندي مع المزود التونسي في عرض راضي الشوالي ، كما عزف الديدقريدو الاسترالي الاصل خلال عرض جذب لمريم الحمروني و محمد البرصاوي و الدونوم .Dunum خلال عرض من مالي .
كما تميّزت العروض بمزج الآلات من أنماط مختلفة حيث مزج العديد من فرق الروك ايقاعات الروك مع الدربوكة او الطبلة او الساكسفون و المزود ..مما خلق اجواء متميّزة زادت في اثراء النغمات و ابتكار صياغات جديدة و صناعة موسيقى عالمية .
و لان الموسيقى لغة كونية و تدافع على الانسانية و السلام فقد رفعت خلال عرض فرعي شعارات ضد القتل في جنين حيث افتتح العرض بدقيقة صمت على ارواح شهداء جنين . وكذلك عرض افتتح بدقيقة صمت على شهداء الحرب في مالي .
و لا يخلو مهرجان الموسيقى من الحب حيث قام احد الحاضرين خلال حفل نوستالجيا لربيع الزمور و خلال اغنية فرحة لعمر ، المسلسل المعروف بين موثر الباردي و حلال الدين السعدي ، بدعوة خطيبته على الركح ليطلب يدها تحت تصفيق و هتاف المئات من الحاضرين، فكان لابدّ ان نرفع القبّعة للسيدة درصاف الحمداني المديرة الفنيّة للمهرجان و كامل الفريق العامل معها على حسن الاختيار و على دعم المبادرات الشبابية باختلافها و تنوعها و على جعل الجمهور يتقاسم لبضع الساعات احلام العازفين و الموسيقيين.
وان كان شعار المهرجان #زيد_في_الحسّ فانه بلا شكّ زاد في المتعة فكانت تخمة من الفن و الموسيقى و الاحساس حوّلت مدينة الثقافة الى مدينة من الاحلام.
