أستاذ لغة عربية أم كارثة حلّت بالتلاميذ ؟!

جمعتني الصدفة برجل تعليم تبدو عليه أمارات الغضب ..و ما أن بدأنا نتبادل أطراف الحديث حتى انفجر قائلا ما مفاده :

" أي تلميذ مجتهد في الرابعة من التعليم الابتدائي يعرف أن " يا أحمد انتبه !" جملة واحدة…أما أحد أساتذة السنة الاولى من التعليم الثانوي – الرابعة أيام زمان – فقال لتلامذته إن " يا أحمد" جملة نداء..و "انتبه" جملة فعلية !

و أي تلميذ مجتهد في السابعة من التعليم الأساسي يعرف أن المسنََد في "ينتبهان" هو "ينتبه" و المسند إليه هو الألف – ا – في "ينتبهان" (النون علامة رفع الفعل المضارع ) ..أما أستاذنا ذاك فقال لتلامذته إن المسنَد هو " ينتبهان" ..و المسند اليه هو "هما" أو ضمير مستتر !!! 

هذا المسمى "أستاذ لغة عربية" لا يعرف أنه لا وجود لجملة نداء..فالجملة نوعان لا أكثر : فعلية أو اسمية ..

و لا يعرف أن "ينتبهان" جملة فعلية مكوناها الفعل "ينتبه" و الفاعل "ا" وهو ضمير متصل ..و لا يعرف طبعا أن "هما" – التي أتى بها من عنده – في الجملة"ينتبهان هما" توكيد للفاعل و ليس الفاعل ..

تلك كارثة و هذه ثانية :

حين أحد تلاميذ ذاك الأستاذ يجد من يصحح له تلك الأخطاء ، يجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مرّ : يجيب يوم الامتحان بالحماقات التي تعلّمها و يُسنَد إليه 10 على 10..أم يجيب بما كان يجب أن يُعلَّم و يكون شاذا في قسمه و يسند إليه صفر ؟ "

و ليس لي إلا هذا التعليق :

قلتها من زمان و أكررها : لقد دُمٍّرَ تعليمنا و النتيجة اليوم أن لدينا أطباء خطرين على المرضى ..و صحفيين خطرين على القرّاء ..و مدرّسين خطرين على التّلاميذ ..و..و..و..و لا حول و لا قوّة إلا بالله !" .

 

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.