يسرى الشيخاوي-
يعد الاهتمام الذي توليه إدارة أيام قرطاج السينمائية لأرشيف المهرجان نقطة ضوء في الدورة الحادية والثلاثين التي تنعقد في ظل ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا.
وقد بادرت الهيئة المديرة بفتح ملف ارشيف المهرجان باعتباره جزءا من التراث الثقافي والذاكرة الوطنية والعربية والافريقية وقررت للمرة الاولى في تاريخ الأيام تخصيص قسم خاص يهتم بعملية تجميع الارشيف وتنظيمه ورقمنته.
ولم تكن العملية سهلة فارشيف المهرجان منذ تاسيسه سنة 1966 بكل مكوناته مقالات حورات صور ندوات كاتالوغات افلام فيديوهات مطبوعات معلقات وغيرها مشتت وغير متوفر والوصول الى بعضه كان امرا مستحيلا بامكانيات ايام قرطاج السينمائية الخاصة.
ولكن قسم الأرشيف بإشراف سعيدة بورقيبة آلى على نفسه أن يوفر جزءا منه وبمساعدة بعض المؤسسات الوطنية من بينها دار الكتب الوطنية الارشيف الوطني التونسي تمكن المهرجان من تجميع خمسة في المائة منه.
وتمكّن فريق قسم الأرشيف من جمع ثلاثة وثلاثين "كاتالوغ" وسبعمائة فيديو وثلاثة آلاف صورة واربعة آلاف مقال صحفي وخمسة وثلاثين مجلة وكتابا على أن يواصل العمل من اجل تجميع بقية الأرشيف.
ولم يخف مدير الدورة الحادية والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية رضا الباهي صعوبة تجميع الأرشيف وسط عدم تعاون بعض الأشخاص الذين يمتلكون بعضه ولكنهم لم يقدموه للمهرجان.
وفي سياق متصل تحدّث المدير الفني للمهرجان ابراهيم لطيف عن عدم توفر فيلم "حكاية بسيطة كهذه" لعبد اللطيف بن عمار في الأرشيف، وهو فيلم مشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان كان السينمائية سنة سبعين وتسعمائة وألف.
وكانت المشرفة على قسم الأرشيف سعيدة بورقيبة قد أشارت في وقت سابق إلى صعوبة المهمة في إيجاد المقالات والوثائق الخاصة بتاريخ هذا المهرجان العريق، لكن مع تظافر الجهود تمكن الفريق بالتعاون مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء و مركز التوثيق والأرشيف من تجميع جانب كبير من الأرشيف في انتظار تفاعل عدد من الشخصيات التي تحتفظ ببعض منه، وفق تعبيرها.
ولفتت بورقيبة إلى أن تجميع الأرشيف ينطلق من سنة ستة وستين وتسعمائة وألف لحفظ ذاكرة المهرجان، وإلى أن الانطلاق في الأرشفة سبقته ورشات حضرها الفريق المعني بهذه المهمة والذي يتكون من مجازين في التوثيق.
وكشفت أن بعض "الكاتالوغات" الخاصة ببعض الدورات مفقودة وأثر بعض الندوات والوورشات أيضا، الأمر الذي جعلهم يوجهون نداء إلى مديري الدورات السباقة والهواة والسينمائيين إلى المساهمة بالأرشيف خاصتهم للمساهمة في حفظ الذاكرة السينمائية. فهل تكتمل حلقات العقد ويتمكن قسم الأرشيف من حفظ الذاكرة السينمائية.
