"الراف ماغ" يكسر موجة الرداءة في الإعلام التونسي

في مشهد إعلامي طغت عليه الرداءة و الابتذال و أصبحت فيه البرامج الإعلامية تقاس بنسب الأوديمات لا بالمهنية و المسؤولية تمكنت "الإذاعة الطفلة" إي.آف.آم من وضع حد لهذا السقوط وذلك ببرمجة محترمة و  ليست مملة خاصة عبر برنامج "راف ماغ" و هو أحد برامج الإذاعة الذي يتناول الشأن العام، و هو  برنامج هادف و متنوع يطرق مواضيع جدية و جيدة نجح من خلالها في شد المستمع و سحب البساط من تحت أقدام برامج أخرى طغى عليها التهريج و الرداءة.

فريق "راف ماغ" خلطة سحرية و لقاء للأجيال بامتياز، لقاء بين الحاج منصف بن سعيد ذاك الرجل صاحب الإحساس المرهف الذي كلما تحدث عن تونس سبقته دموع المحب العاشق لبلاده ، و الأستاذ الإعلامي فتحي المولدي صاحب المواقف المحترمة  ، وحسن بن عثمان المثقف الذي كسر قاعدة البرج العاجي و أصبح محبوب الشباب وأسر قلوبهم بأسلوبه الروائي الجميل  ، هذا إلى جانب  الفنان المسرحي الشاب صابر الوسلاتي الذي أبدع في فقرته النقدية "صابر وبره" بأسلوبه الساخر و بثقافته المحترمة جدا لاسيما وهو التلميذ النجيب للمبدع توفيق الجبالي, صابر أعاد جمالية الكرونيك الساخر الهادف الذي حوله ٱخرون إلى تهريج و تتفيه لكل القضايا و الأشخاص فكان متميزا، دون أن ننسى البجعة الجميلة حنان الشڨراني التي تنثر الحب أينما حلت ،و الإعلامية الرقيقة أميمة العياري ، هذا اللقاء  كان بإدارة  رفيق بوشناق ذاك المذيع الشاب المؤمن بثورة الحرية و الكرامة، بأسلوبه اللبق و بموضوعية و مهنية كبيرة أبدع في إدارة الحوار و كان مثالا لإعلامي حر و مسؤول خاصة.   

"راف ماغ" احترم التونسيين فاحترموه و أصبح من أنجح البرامج المسائية في الإذاعات التونسية إن لم نقل أنجحهم .غير أن انسحاب الأستاذ حسن بن عثمان مؤخرا من هذا البرنامج قد يربك هذا الفريق المتكامل الذي أحبه المستمعون، فهل سيظل الراف مرفرفا بعد انسحاب "الديابلو" كما يحلو لرفيق بوشناق تسميته؟

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.