فمنذ ساعات الصباح، تصدح الأناشيد عبر مكبرات الصوت، ووزع شبان الحلوى على المارة، ونظمت في عدد من المساجد والزوايا حلقات الذكر والمدائح والإنشاد، وزينة شوارع وأزقة البلدة القديمة بالأعلام الملونة والرايات الإسلامية.
وجابت شوارع المدينة مسيرة للزوايا قرعت خلالها الطبول والدفوف، يطلق عليها أهالي المدينة "عدة الشيخ نظمي".
و"عدة الشيخ نظمي" تراث تقليدي اعتادت عليه المدينة منذ فتح الناصر صلاح الدين الأيوبي لفلسطين وتحرير مدينة القدس.
وقال احد ابرز الشيوخ في الزوايا الصوفية في نابلس الشيخ سعد شرف للأناضول "عندما وصل صلاح الدين إلى فلسطين خرج الصوفيون يشدون على يد الجند ويدعونهم للثبات بالطبول والإنشاد، وما يزال أهالي نابلس يتوارثونها حتى اليوم".
ووصف شرف نابلس بالمدينة الصوفية، قائلا "تتميز نابلس عن باقي مدن فلسطين بكونها دمشق الصغرى، تشبهها بكل التفاصيل، بالعادات والأكلات الشامية والتقاليد والطرق الصوفية، نابلس حاضرة الشام كما دمشق حاضرة الشام".
وتابع "نسأل الله أن يحمي سوريا ودمشق وأن يخلصها من الظلم والظالمين، ونسأل الله أن يأتي العام القادم وقد تخلصت الشام من الظالمين".
إبراهيم حمزة 22 عاما احد المنشدين خلال حلقة مدائح نبوية في مسجد الصلاحي الكبير احد اكبر وأقدم مساجد نابلس القديمة قال للأناضول "تعلمت الإنشاد والمدائح منذ الطفولة خلال التردد على المساجد والطرق الصوفية، في كل مناسبة دينية نقدم مدائح تكريما لنبي الله عليه السلام".
وأضاف " الصوفية ان تكون مخلصا مع الله وعملك لله فقط".
واحتفل الفلسطينيون اليوم في باقي مدن الضفة الغربية بذكرى المولد النبوي ، بمؤتمرات ومسيرات رسمية وشعبية.
ففي مدينة رام الله عقدت وزارة الأوقاف الفلسطينية مؤتمرا حاشدا احتفالا بمولد النبي عليه السلام.
وشهد الحفل كلمات لرجال دين وقراءة للسيرة النبوية الشريفة ومدائح لفرق إنشادية، وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أحيا الفلسطينيون الذكرى بحلقات ذكر وإنشاد في المسجد الإبراهيمي وسط البلدة القديمة.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد أعلنت اليوم الاثنين عطلة رسمية في كافة مؤسساتها ووزاراتها.
