اختارت صحيفة "آخر خبر" الاسبوعية أن تعاين حقيقة ما حصل في جهتي حامة قابس وقبلي، عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الاحد 21 ديسمبر 2014، بعيدا عن التداول الاعلامي الفوري وخارج الشد والجذب والتوظيف السياسي.
وفي هذا الإطار بينت الصحيفة أن هناك فاعلين في المجتمع المدني إضافة إلى بعض أبناء الجهة ممن يرون ان الحراك المسجل في حامة قابس كان تلقائيا، في حين يرى مصدر حقوقي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن من يقفون وراء تأجيج الوضع وإثارة الشباب في الجهة هم مجموعة من السياسيين الذي فشلوا في التموقع في مؤتمر اتحاد الشغل بالجهة سنة 2006 فغادروه، والتحقوا فيما بعد بحزبي المؤتمر والنهضة وساهموا في بعث "المنظمة التونسية للشغل".
كما تموقع هؤلاء، وفق ذات المصدر، في رابطات حماية الثورة وفيهم من تورط مباشرة في أحداث 9 أفريل التي شهدت اعتداء على المتظاهرين، ومنهم كذلك من شارك في اعتصام التلفزة الذي وصفه منظموه حينها بـ"اعتصام تطهير الاعلام".
مصدران آخران من المجتمع المدني أكدا أن من تورط في تأجيج نيران الحامة هم أنفسهم الذين تورطوا في الاعتداء على الامين العام لاتحاد الشغل عند حضوره إلى الجهة سابقا، إضافة إلى بعض الجمعيات التي تنشط تحت الغطاء الخيري وهي التي لعبت دورا في تجييش صغار السن، مستدلين على أقوالهما بكون عدد المحتجين مباشرة إثر الاعلان عن النتائج كان بالمئات (بن 600 و700 شخص حسب مراسلين صحفيين بالجهة)، مما يعني انه تم الاعداد مسبقا لهذا السيناريو.
من جهته أكد المنسق الجهوي لمنظمة "عتيد" الناصر الرديسي أنه تمت اجتماعات عامة للتجييش، مشيرا إلى ان المنظمة سبق ان رصدت كتابات على الجدران قبل 4 أو 5 أيام من الانتخابات تتضمن دعوات للعنف والقتل والسحل قبل صدور النتائج.
كما أضافت ذات المصادر أن الجهات التي عملت على توتير الوضع كانت قد اتخذت كمقر لها مستودعا بمنطقة بوعطوش جعلت منه غرفة للعمليات لتنسيق كيفية إثارة البلبلة والفوضى بالجهة.
أما بالنسبة لتأجيج الوضع في قبلي وتحديدا في دوز، فقد أكدت مصادر للصحيفة، طلبت هي الاخرى عدم الكشف عن هوياتها أن تحرك عدد من الشباب للاحتجاج على إعلان فوز الباجي قائد السبسي كان بتحريض من بعض الوجوه المحسوبة على حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وعدد هام من العناصر السلفية إلى جانب المهربين المعروفين في المنطقة، مما أسفر عن حرق مقرات الحرس والمعتمدية وبيت المعتمد ومكتب البلدية ومقر حركة نداء تونس.