بقلم سيف سالم-
من جنوب البلاد التونسية وتحديدا من قباس إلى رحاب الشرق الأوسط والعالمية، وانطلاقا من الأراضي الإيطالية إلى عالم ريادة المال والأعمال، من عالم التحديات والصعاب الى عالم النجاح، هي قصة سهام الزرلي التونسية التي سطع نجمها في ايطاليا.
لم يكن الطريق معبدا بالأزهار ولا يسيرا، لكن بالعمل والمثابرة وروح التحدي وأسلوب القيادة والإصرار استطاعت 'سهام الزرلي'' أو كما يطلق عليها لقب ''ديانا العرب'' أن تشق طريقها نحو النجاح وريادة الأعمال.
نقطة الانـــــــــــطلاق
من شوارع مدينة قابس وأزقتها، ومن مدرستها العمومية ومعهدها انطلقت سيدة الأعمال سهام الزرلي بعد اتمامها لدراستها الثانوية إلى الأراضي الإيطالية في تسعينات القرن الماضي باحثة عن تحقيق طموحها في أرض المهجر وتحقيق أحلامها. استطاعت الزرلي كسر الصورة النمطية لمهاجري العرب الباحثين عن لقمة عيش تحفظ الكرامة، حيث أنها اختارت الاندماج ضمن النسيج الاجتماعي الإيطالي من خلال الانطلاق بتعلم اللغة الإيطالية واستطاعت التوفق على الصعوبات التي واجتها في تعلم اللغة، التي مهدت لها لاحقا الدخول الى عالم ريادة الاعمال من خلال دراستها في كلية التجارة والاقتصاد بروما والتي تحصلت من خلالها على شهادة الاجازة وختم دراستها.
ديـــانــــا العـــــــرب
كانت السيدة سهام، تؤمن بالعمل التطوعي ومساعدة الناس لتجاوز عراقيل الحياة، فترجمت ذلك من خلال العمل على ادماج المهاجرين في إيطاليا ومسعادتهم على تجاوز صعوبات التأقلم مع نمط الحياة المتسارع هناك، وبات بيتها مقصد كل من تواجهه صعوبات في ايطاليا، حتى ان بعض المهاجري العرب اطلاقوا عليها لقب "ديانا العرب''، وذلك لذياع صيتها في المجال التطوعي والخيري في أوروبا وخاصة في الأراضي الإيطالية.
انطلقت سهام الزرلي في العمل التطوعي من خلال تأسيسها لجمعية "La palma del sud Aprilia" والتي تعني باللغة العربية "نخلة الجنوب'' وللاسم رمزية خاصة كونها من مدينة قابس المتميزة بنخيلها الشاهق لذلك اختارت أن تمزج بين حبها لبلدها الأصلي وللبد التي تعيش فيه.
ريــــــادة الأعمـــــــــــــــال
استطاعت سهام الزرلي ، أن توظف خبراتها ومجالها الدراسي في المجال المهني ومزجت بين العمل التطوعي والخيري وعالم الاعمال من خلال تأسيسها لـ '' فيلا سهام''، وهي 3 دور للمسنين تقع بمنطقة أبريليا بجنوب روما، حيث أنها تصر على روح المسؤولية تجاه المسنين والمحافظة على حقوقهم في العيش الكريم، مع بعث روح المحبة والسلام بينهم، وهو ماجذب وسائل الاعلام لما شاع من أخبار جيدة حول خدمات ''فيلا سهام''.
ومن خلال عملها المميز تم تكريم الزرلي ضمن 100 سيدة أعمال في إقليم لاتسيو بالإضافة الى جائزة ''موني غرام أوورد'' المتمثلة في ميدالية ذهبية تُمنح لرواد الاعمال في إيطاليا.
العلم التونسي يرفرف في سماء إيطاليا
بين الاعتزاز بالانتماء إلى تونس، وضرورة التعريف بالبلاد التونسية ونشر ثقافتها في الخارج، قامت الزرلي بتنظيم مهرجان عالمي تحت عنوان ''مهرجان الكسكسي'' الذي ينعقد سنويا بروما والذي ينعقد في موسمه السابع في آخر الشهر الجاري ويشارك فيه الجالية العربية.
إلـــــى العـــالميـــــة
من خلال مسيرتها الناجحة وعملها المتواصل بروح التحدي والنجاح وأسلوب القيادة وتجاوز العقبات من أجل كسر الصورة النمطية للمرأة العربية في المهجر والغرب، مهدت الزرلي الطريق الى اختيارها لتمثيل تونس في المعرض الدولي المعروف بـ "Expo 2023" الذي سيقام أيام 16 و17و 18 من الشهر الجاري بروما تحت اشراف المنظمة العالمية متعددة الثقافات WIO.
وتعتبر الزرلي مشاركتها في هذا الحدث العالمي، فرصة لدفع عجلة الاقتصاد البلاد التونسية من خلال التعريف بها في الخارج وتشجيع السائح الإيطالي على قضاء عطلته بالبلاد التونسية والاستثمار فيها.
