المرأة الريفية العاملة: كسر للصور النمطية.. وحضور رغم المعاناة

جـواهـر المـساكـني-

لطالما اقترن موضوع المرأة الريفية العاملة في المخيال الجمعي بصور نمطية تلخّصت في جني الزياتين والقوارص أو بيع “الطّابونة”أو تربية الماشية والدّواجن، وهي صور لا تنصفهن بتاتا خاصّة وأنّهن حاولن تطوير منتوجاتهنّ وأفكارهنّ، في ظل صراع متواصل مردّ غياب الدعم المادي.

وفي هذا السياق التقت حقائق أون لاين، رئيسة المجمع النسائي “البركة”بمنطقة التباينية بعين دراهم مبروكة العثيمي، التي بيّنت أنّ عملها متمثّل أساسا في تقطير الزيوت النباتية وصناعة الصابون والنباتات العطرية والجافة ليتمّ استعمالها خاصّة في مجال طبّ التّدليك.

وكشفت العثيمي أن فكرة المشروع انطلقت من الخصائص التي تتميز بها منطقة “التباينية” بعين دراهم من نمو العديد من النباتات العطرية والطبية على غرار الريحان، والقضوم، والحلحال، والخزامة ،والمردقوش، والميرامية.

وتشتغل ضمن المجمّع المذكور، 33 امرأة ريفية من ولاية باجة بالإضافة الى 5 فتيات من أصحاب الشهائد العليا في مجال الهندسة الفلاحية كلّفن بالتسويق والادارة، لكن الملفت للاتباه أن جميعهن لا يتمتعن براتب شهري بل يتحصّلن فقط على نفقة بسيطة من عائدات المبيعات.

منتوجات غذائية مستخرجة من النباتات والأشجار

أما نورة رئيسة مجمع “نور”للتنمية النسائية بالكريب من ولاية سليانة، فقد تكفّلت بتكوين 45 امرأة في مجال استخراج منتوجات غذائية طبية من النباتات والأشجار الغابية.

وكشفت رئيسة المجمع في تصريح لحقائق أون لاين، أنها حاولت ايجاد مورد رزق للفلاحات في سليانة أقل خطر على حياتهنّ عبر استغلال الثروات الغابية التي تتميز بها منطقة الكريب في استخراج منتوجات غذائية تحتوي منافع صحيّة استشفائية كمعجون الريحان الذّي يساعد على تجاوز أمراض المعدة ورب الخروب وعصيدة من نبتة القضوم لمداواة امراض  القلب، حسب قولها.

وأضافت انه بالرّغم من أن منتوجات النسوة استشفائية ومطلوبة على الصعيد العالمي الا أن عدم وجود دعم مالي من الدولة يشكّل لهنّ حاجزا أمام مواصلة نشاطهنّ.

تكوين في مجالات مختلفة

وقد كشفت منسقة الارشاد الموجه للمراة الريفية بمندوبية الفلاحة بسليانة فاطمة اليوسفي لحقائق أون لاين، انه منذ تاريخ 1994 يتمّ تقديم دروس في التكوين المستمر للنساء الفلاحات في مجالات عدّة لمواكبة العصر، إضافة الى توفير مشاريع لهن وتمويلها في انطلاقتها والتنسيق معهنّ للمشاركة في عدّة معارض وصالونات قصد الاشهار والتسويق.

كما أضافت، انه في سنة 2018 تم تكوين 150 امرأة ريفية في مجال صناعة الصابون وتقطير النباتات العطرية والطبية وفي تربية النحل، بالاضافة الى تكوينهنّ في مجال التسيير المالي والاداري، مبيّنة أنه يقع بصفة دوريّة متابعة وتقييم مشاريعهنّ والتنسيق معهنّ للمشاركة في المعارض.

مشاريع خاصّة لا يمكن للدّولة تمويلها

وفي لقائنا بوالي باجة سليم التيساوي أوضح أن الدّولة وفّرت مشاريع لتوفير مصادر تمويل ودعم للمرأة الريفية العاملة.

وتحدّث التيساوي في هذا الاطار عن مشروع التمكين الاقتصادي الذي تشرف عليه وزارة المرأة والاسرة والطّفولة قائلا “إنّه مشروع يوفر تمويلات ممتازة جدا للمرأة الريفية حيث يمكنها التحصل على قرض لبعث مشروعها الخاص عبر التوجه الى فروع المندوبيات التي تقدّم لها كل ما يلزمها للتحصل على قرض بعث المشروع.”

أمّا بالنّسبة للدّعم المالي للفلاحات العاملات ضمن المجمعات، فقد أشار إلى أن باعثة المشروع يجب أن تقوم بدراسة جيّدة للمشروع والمداخيل والمصاريف قبل بعثه لتكفل الراتب الشهري للعاملات لديها، مؤكّدا في السياق ذاته أن الدولة لا يمكنها التدخل في تمويل اليد العاملة وتوفير أجور لهنّ والحال أنهن يعملن في مشاريع خاصّة، وفق قوله.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.