حـقائق اون لاين-
شهد ميناء بنزرت صراعا محتدما بين ثلاث دول كبرى للاستثمار فيه هي فرنسا و الولايات المتحدة و الصين ، ويّركز هذا الصراع الجديد بين القوى الثلاث على من سيطوّر ويسيطر على ميناء المياه العميقة ، وهو حلقة الربط الرئيسية بين شبكة الألياف البصرية التي تربط الولايات المتحدة و أوروبا مع آسيا والشرق الأوسط، حسب موقع “كابيتول إنتليجنس” الأمريكي.
وأصبح ميناء بنزرت الآن في خضمّ التنافس المستمر بين الولايات المتحدة والصين ، حيث أعاد الرئيس دونالد ترامب التأكيد على القيادة الجيوسياسية للولايات المتحدة ضد مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ ، والتي شهدت توسع الصين في مناطق حساسة من الناحية الاستراتيجية مثل جيبوتي في القرن الأفريقي وميناء بيرايوس في اليونان .
علي بالاخوة ، عضو البرلمان التونسي عن نداء تونس ،قال لموقع “كابيتول إنتليجنس” إنه عثر على مجموعة من المديرين الصينيين الذين يمثّلون الشركات الحكومية الصينية ،يتطلعون إلى الاستثمار في ميناء بنزرت.
كما أكدا لقيادي بحركة النهضة الدكتور كمال بن عمارة اهتمام الصين بتطوير ميناء عميق في بنزرت وقال إن الشركات الصينية قدمت بالفعل عرضًا رسميًا لتطوير وتحديث الميناء.
و قد اطلع الموقع على “خطاب نوايا” من مجموعة Yuanda التجارية للاستثمارات المالية لتطوير ميناء “الجيل الثالث” في بنزرت.
لكن إدارة ترامب بدأت تشعر بالقلق من أنه إذا لم تتحرك ببنزرت ، فسوف يتم ضربها من قبل الشركات الصينية المرتبطة بالحكومة الصينية كما هو الحال في جيبوتي واليونان. و في الواقع ، يقف كل من بالاخوة وبن عمارة وراء الدعوة إلى إعلان توأمة بين مدينتي بالتيمور الأمريكية وبنزرت. وتهدف هذه الشراكة إلى اكتساب المعرفة حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي طورت ميناء بالتيمور إلى ميناء باناماكس الرئيسي في الولايات المتحدة (ميناء قناة بنما سابقا ).
و في الوقت الذي تتنافس فيه الولايات المتحدة والصين على تطوير ميناء بنزرت ، تبذل فرنسا أقصى جهدها للتأكد من عدم حدوث أي تطورات في بنزرت قد تهدد الموقع التجاري لميناء مرسيليا في المتوسط . وقال مسؤول من صندوق الثروة السيادية بسنغافورة الذي يدير ميناء فولتري (ايطاليا)إن “الفرنسيين يشبهون رجلا لا يريد أن تتزوج زوجته السابقة أي شخص آخر.”
شركة البناء الأمريكية التي يمكن أن تفوز بالعقد لإعادة تطوير بنزرت بدعم مالي من مؤسسة الاستثمار الخاص ما وراء البحار، التابعة للحكومة الأمريكية (OPIC) هي شركة Bechtel. و في منتدى حديث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ، قال الرئيس التنفيذي للشركة ، إن أكبر شركة إنشاءات أمريكية تم ازاحتها من قائمة الشركات العشر الأولى عالميا من قبل الشركات الصينية التي ترعاها الدولة. . ومع ذلك ، فإن ما يحدث تحت مياه بنزرت هو الذي يشعل أيضا معركة ثلاثية بين الولايات المتحدة والصين وفرنسا.
تقع بنزرت في مركز هام لشبكة كابل الألياف الضوئية من أوروبا إلى آسيا.و أحد مشغلي الكوابل البحرية هي شركة Sparkle التابعة لشركة TIM الإيطالية ، والتي تم الاستحواذ عليها فعليًا من قبل شركة Vivendi الفرنسية. وقد أعربت إدارة ترامب بالفعل عن قلقها للحكومة الإيطالية ، وطلبت ضمانات بأن تقوم إيطاليا ، وليس فرنسا ،بالتحكم في الصوت والبيانات العابرة من خلال الكابلات البحرية. وستزداد مخاوف البيت الأبيض و خاصة مستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماك ماستر ، من أن تحاول الصين الوصول إلى شبكة الاتصالات إذا فرضت وجودها في بنزرت.
ترجمة: الصحفي نبيل الشاهد بتصرف