وجهت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري لفت نظر لإذاعة موزاييك لما تضمنه برنامج “أحلى صباح” في الحلقة التي تم بثها بتاريخ 11 ديسمبر 2017، ما اعتبرته “إشارات من شأنها خلق مناخ متوتر بين المؤسستين الأمنية والعسكرية إلى جانب توجيه اتهامات للمؤسسة العسكرية دون تقديم اثبات على ذلك”.
ودعت الهايكا الإذاعة إلى “الالتزام بأخلاقيات المهنة الصحفية إلى جانب تجنب نشر أخبار زائفة أو اتهامات دون مؤيدات التزاما بمقتضيات الفصل 25 فقرة 02 نقطة 04 من كراس الشروط المتعلق بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة إذاعية خاصة ومقتضيات المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 02 نوفمبر 2011”.
ويأتي لفت النظر هذا على إثر الشكاية الواردة على الهيئة من قبل وزارة الدفاع الوطني بتاريخ 14 ديسمبر 2017، والتي ورد بها أن الحلقة المذكورة قد تضمنت تشكيكا في صورة الجيش الوطني إبان الثورة، من خلال ترويج إشاعات واتهامات دون مؤيدات.
وبالرجوع إلى تقرير وحدة الرصد التابعة للهيئة المتعلق بالحلقة المذكورة، تبيّن أن مقدم البرنامج في معرض حديثه عن عزوف الشباب التونسي عن الخدمة العسكرية مقارنة بالسنوات الأولى بعد الثورة، تعرض إلى ما أطلق عليه “الحزازيات بين الأمن والجيش” إبان الثورة، علاوة على تأكيده أن أحد الصور المتداولة يوم 14 جانفي 2011 لأحد المواطنين وهو بصدد تسليم باقة من الورود لأحد الجنود التابعين للجيش الوطني هي صورة مفبركة، وأن المواطن الذي سلم باقة الورود هو في الأصل تابع للجيش الوطني، وقد أكد مقدم البرنامج أن “الجيش في بعضو عمل نوع مل الـfiction باش ما نقولوش فيلم“، وأن الغرض من ذلك هو تحسين صورته.
واعتبرت الهيئة أن ما جاء على لسان مقدم البرنامج من وجود “حزازيات” بين الجيش الوطني والمؤسسة الأمنية، من شأنه خلق مناخ متوتر بين المؤسستين، وهو ما يمثّل مسّا بأحد ضوابط ممارسة حريّة الاتصال السمعي والبصريّ وهو ضرورة حماية الأمن الوطني والنظام العام.
وأضافت في لفت النظر نفسه: “فضلا على أن طرح مثل هذا الموضوع الحساس بطريقة ساخرة يتعارض مع الواجب المحمول على الصحفي باحترام أخلاقيات المهنة الصحفية والتناول السليم لمختلف المواضيع وتوفير سياقات مناسبة لتناول المواضيع الحساسة، خاصة تلك المتعلقة بالأمن الوطني والنظام العام”.
يُذكر أن مقدّم برنامج احلى صباح نوفل الورتاني كان قد تقدم بالاعتذار للمؤسسة العسكرية في الحلقة التي تم بثها بتاريخ 15 ديسمبر 2017.