أثارت حادثة استدعاء…
أثارت حادثة استدعاء رئيس جامعة تونس حميد بن عزيزة رفقة المدير العام للمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية بتونس سفيان الغالي وكاتبها العام سلطان الطرابلسي، للمثول أمام مركز أمن القرجاني جدلا واسعا في الوسط الجامعي .
وقد تم استدعاؤهم للإدلاء بأقوالهم في قضية رفعتها ضدهم أستاذة بالمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية تتعلّق بمدى قانونية امتحان اجتازه طالب مرسّم بالسنة الاولى اجازة تطبيقية في الاقتصاد في السنة الجامعية الماضية.
وفي هذا السياق استنكر حميد بن عزيزة استدعاءهم من قبل مركز أمن القرجاني التابع للإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن يتم استدعاؤهم للمثول أمام قاضي التحقيق.
واعتبر بن عزيزة في ندوة صحفية عقدتها جامعة تونس بمقرّ النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن التهم الموجهة لهم ملفّقة.
وفي ما يتعلّق بحيثيات القضية قال المدير العام للمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية بتونس سفيان الغالي، إن" امتحان السداسي الاول في مادة الرياضيات الخاص بالمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية، تزامن مع وفاة والد طالب مرسم بالسنة الاولى اجازة تطبيقية في الاقتصاد، فتعذر عليه الحضور ومراعاة لهذه الحالة الانسانية، تقرر بعد التشاور مع بعض أعضاء المجلس العلمي منح الطالب المذكور فرصة اجتياز هذا الامتحان ولكن مع طلبة السنة أولى اجازة اساسية في الاقتصاد".
وأضاف الغالي أنه تم التثبت من قانونية هذا الاجراء قبل اتخاذه، وذلك باعتبار ان الثلاث سداسيات الأولى تشكل جذعا مشتركا بالنسبة للاجازتين الاساسية والتطبيقية اقتصاد، مشيرا إلى أنه تم عرض هذه المسألة لدى انعقاد أول مجلس علمي، فوافق جميع أعضائه على ذلك ما عدا عضوا واحدا، على حدّ قوله.
ولفت إلى أنّ الأستاذة أصلحت جميع أوراق الامتحانات بما فيها ورقة الطالب المذكور لكنها رفضت بعد ذلك تسليم ورقة امتحانه والعدد المسند إليه بمساندة أحد مديري الأقسام، وذلك بدعوى أن هذا الإجراء مخالف للقانون، على حدّ قوله.
وأضاف الغالي أنه "اضطر إلى رفع الأمر إلى رئيس جامعة تونس، للتكفل بهذا الملف، حيث كلفت الجامعة رسميا أستاذين في مادة الرياضيات من مؤسسة جامعية راجعة لها بالنظر، بإصلاح هذه الورقة وذلك قبل أن تحاول الجامعة إقناع الأستاذة باصلاح ورقة الامتحان لكنها تعنتت وارسلت رفضها عن طريق عدل منفذ ".
وتابع بالقول " دعت جامعة تونس الاستاذة المعنية إلى المثول أمام مجلس التأديب، وتم في هذا الخصوص تقديم ملف كامل الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي لم تقدم أي رد ولم تبد رأيها في المسألة رغم مرور عدة أشهر على إحالة الملف اليها،" منددا بمماطلة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في البت في الملف المتعلق بمثول المدرسة امام مجلس التأديب.
من جهته اعتبر الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي حسين بوجرّة أن مشكلة الطالب مفتعلة هدفها تصفية حسابات مع رئيس جامعة تونس حميد بن عزيزة الذي رفض مشروع قانون لـ"أخونة" الجامعة التونسية في عهد الترويكا، على حدّ قوله.
وأوضح بوجرّة في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الخميس 28 سبتمبر 2017، أنّ بن عزيزة يدفع ثمن آرائه ومواقفه المخالفة لتصورات وزارة التعليم العالي، نافيا حديث وزارة التعليم العالي عن عدم إبلاغها بالقضية ومبينا أن رئيس جامعة تونس أعلم وزير التعليم العالي بالقضية قبل 4 أيام من تاريخ مثوله أمام مركز أمن القرجاني، وفق قوله.
ولفت إلى أنّ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع تونس يريد بعث شهادات تكوين جامعي للطلبة خارج إطار المنظومة الموحّدة للتعليم العالي، قائلا" نحن ننتظر توضيحا وزارة التعليم العالي ورئيس جامعة الزيتونة بهذا الخصوص".
وأضاف "هناك اليوم سعي لإعادة موضوع "أخونة" الجامعة التونسية وضرب الحريات الأكاديمية وتغيير الخارطة على مستوى الهيئات البيداغوجية والحل هو الاحتكام إلى الحريات الأكاديمة المنصوص عليها في الدستور والتي من المفترض أن تلقى المساندة من سلطة الإشراف.