اعتبر نائب رئيس حركة النهضة علي العريض أن تصريحات رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي عن التحالف بين حركتي النهضة والنداء، ضمن الحوار الذي أجراه مع صحيفة الصحافة الأسبوع الفارط، ليس أسلوب الرئيس في الحديث، متسائلا إن كان النص المنشور هو تعبير حقيقي عما قاله الرئيس أو هو من صياغة الصحفي.
وبدا العريض مشككا في مصداقية الحوار والتصريحات المنسوبة لرئيس الدولة، حيث أضاف في حوار لصحيفة الصباح الأسبوعي الصادرة اليوم الاثنين 11 سبتمبر 2017، معقبا على قول الصحفي إن رئاسة الجمهورية لم تبد أي اعتراض على محتوى الحوار المشار إليه لرئيس الدولة، قائلا: "قلت هذا الاسلوب في التعبير ليس الذي أعرفه عند الرئيس.. فهل أن هذا التصريح هو تلخيص لحوار مع الرئيس، وهل أنه صادق على النص قبل أن يصدر أم لا؟".
في المقابل، بين علي العريض اختلافه مع رئيس الجمهورية في تقييمه وتصنيفه لحركة النهضة خاصة عندما يتحدث عن "المدنية"، لافتا إلى أن قياس مدنية تيار سياسي يتطلب تبين مدى احترامه للدستور والانتخابات ومدى حمايته للحريات وسعيه للتوافق ونشره للوسطية وتجنبه للإثارة، قائلا: "المدنية ليست شهادة يسندها منافس سياسي لأحد".
وعن تصريح السبسي بخصوص محاولة النداء المساهمة في جلب النهضة إلى خانة المدنية لكنه أخطأ التقدير، شدد الرجل الثاني في حركة النهضة على اختلافه الجذري مع هذه الفكرة، معتبرا أنه من واجب رئيس الدولة أن يكون محايدا ويقدم أطروحات تجمع ولا تفرق وتتقدم بالبلاد وليس توزيع شهادات في المدنية لهذا الحزب أو ذاك، حسب تقديره.
وللإشارة فقد قال رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في حوار لجريدة الصحافة في عــددها الصادر يوم الأربعاء 6 سبتمبر 2017، إن الأحزاب التي كانت تصنف مدنية لم تمتلك وعيا سياسيا بدقة المرحلة والتقاط الفرصة من أجل سد الطريق أمام من كان يسعى على الدوام إلى شكل من أشكال الردة المجتمعية.
واعتبر قايد السبسي أنّ الوضع الدقيق بعد الانتخابات حتّم الدخول في تحالف يكون حلاّ للمشاكل المطروحة أو على الأقل لا يزيدها تعقيدا، متابعا بان النهضة كانت جاهزة لتلك الاستحقاقات بالإضافة إلى أحزاب أخرى، مضيفا أن "النهضة قبلت التحالف ولكن ليس بشروطها، مع أمل المساهمة في جلبها إلى خانة ''المدنية"، مستدركا: "ولكن يبدو أنّنا أخطأنا التقييم".
