قال وزير الشؤون الدينية السيد "عبد الجليل بن سالم" في لجنة الحقوق والحريات…
قال وزير الشؤون الدينية السيد "عبد الجليل بن سالم" في لجنة الحقوق والحريات أن الوهابية هي مصدر الإرهاب و ان السعودية تـتحمل مسئولية الإرهاب المنـتـشر في العالم.
في إقالة الوزير رسالة واضحة مفادها أن السعودية ذات سيادة على تونس. الإقالة التي أتت بعد يوم واحد من هذا التصريح مما أثار الدهشة في هذه السرعة غير المعهودة في العمل الحكومي. العمل الحكومي المعروف بالبطء الشديد و التردد.
لكن سبق هذه الإقالة صدور موقـف من وزارة الشؤون الدينية يضاد كلام الوزير. هذه المسالة التي لم يتم التحدث فيها في وسائل الإعلام، برغم أهميتها و استـثـنائيتها و خطورتها..
تلك الشبكة العنكبوتية المطعمة اسلامويا في فترة حكم حركة النهضة الاسلاموية. تلك المكاتب الكئيبة أعلنت أنها رافضة لتصريحات وزيرها، و قدمت بيانا معاكسا تـشيد فيه بالسعودية.. و هو سابقة لان البيروقراطية تعمل تحت الكواليس أما هذا النفير فهو لأصحاب النفير..
هنا يكمن مكمن الخطر. الوزير لا يحكم في وزارته. الوزير مجرد صورة و ممثل للسلطة فقط و ليس بممارس فعلي لها.. السلطة المصطنعة. السلطة الزائفة غير الحقيقية.. و هذا يترادف مع التحالف مع السعودية ضد الإرهاب و هي مصدره. اصطناع و زيف مكشوف..
السلطة هي تلك الآلة الصماء في الحكم و المتكونة من مئات البراغي و الأسلاك. البيروقراطية ذات الآفاق الضيقة و المصالح الشخصية المتصارعة و المتحالفة، و التي تعمل بآلية مقيتة تحت راية الخضوع لشبكة المصالح التي تؤمن بقائها. هذه البيروقراطية أعلنت عن سيدها و هو الدولة السعودية، هذا الإعلان تم إقراره من رئاسة الحكومة..
وتعني هذه الإقالة، أن المثـقـف و المفكر حتى و ان كان وزيرا فانه يتوجب عليه الخضوع إلى الآلة البيروقراطية المملة و الجافة من المعنى و القيمة. و نـشير هنا إلى أن الوزير المُقال متحصل على شهادة الدكتوراه في أصول الدين، كما انه متحصل على شهادة الأستاذية في الفلسفة. و بالتالي أليست إقالته لأجل تصريح يمثل اهانة للعقل المفكر و للمثـقف؟ أليست هي إعلان ان السلطة جاهلة و تحتكم إلى دوائر الجهل؟
السلطة الزائفة.. الإصلاح الزائف.. التنمية الزائفة.. الاصطناع و الجهل و التجهيل و محاربة العقل و الفكر و الحيوية..محاربة الصدق و الحقيقة..
