قطاع تكنولوجيا المعلومات: تونس نحو التحول من الاستهلاك إلى الإنتاج؟!

أضحى القرن الواحد والعشرون عصر الحداثة دون منازع، فقد أصبح كل ما يحيط بنا يتحكم به بمجرد كبسة زر ناهيك عن دور التكنولوجيا الجديدة في صناعة حياة ذكية.

وقد توصل الباحثون إلى نجاعة تكنولوجيا المعلومات والاتصال في بناء اقتصاد الدول العظمى، وضع لا يبدو مشابها لما يحصل في بلادنا التي تكتفي بالاستخدام المحدود للتكنولوجيا نظرا لانتمائها إلى الدول النامية التي تسعى جاهدة إلى توفير لقمة العيش اولا ثم التفكير في المستقبل التكنولوجي.

ولمسايرة هذا التطور السريع في قطاع تكنولوجيا المعلومات والتي حظيت به جل دول العالم وخاصة دول الخليج، سعت الحكومات المتعاقبة في تونس لبحث سبل تطوير وسائل التحكم واستغلال الإمكانات المتوفرة والمتجددة للضغط على النمو الاقتصادي وذلك على المدى البعيد.

ولعل أبرزها حكومة الحبيب الصيد التي لطالما نالت عديد الانتقادات اللاذعة قد صارت في درب تفعيل بعض البرامج التي كانت حبرا على ورق.

يشار إلى ان مجهودات وزارة تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي بإشراف نعمان الفهري الذي سعى إلى جعل تونس قطبا تكنولوجيا رقميا رائدا في المنطقة الأورومتوسطية واستكمال المشاريع العالقة كبرنامج تونس الرقمية 2020 و الذي قدم كمقترح سنة 2011 من قبل ثلة من الخبراء التونسيين في مجال تكنولوجيا المعلومات على رأسهم رؤوف المهني ليتم النظر فيه في نوفمبر 2013 إثر مجلس وزاري.

ويهدف هذا المشروع الذي تم إطلاقه السنة الفارطة إلى تركيز الإقتصاد الرقمي و خلق مواطن شغل بمعدل يقدر ب 3100 موطن.

وكبداية لاستئناف أشغال المشروع تم إطلاق الجيل الرابع من الأنترنات في بداية السنة الجارية بـ 20 بالمئة من التغطية على كامل تراب الجمهورية وذلك قصد توسيع البنية التحتية الرقمية وربط جل العائلات بشبكة الانترنت.

ويلعب القطاع الخاص دورا هاما في استكمال المشاريع التنموية في مجال تكنولوجيا المعلومات خاصة المؤسسات التي من شأنها ان تساهم في مزيد تفعيل وترسيخ الثقافة الرقمية، وذلك عبر تنظيم العروض والتظاهرات العلمية.

ونظمت في هذا الإطار منظمة “الشباب للعلوم” تظاهرة شارك فيها 75 تلميذا من مختلف جهات الجمهورية لاكتساب أهم المعارف التكنولوجية والعلوم الحديثة المتمثلة أساسا في برمجة الألعاب اللإلكترونية، الطباعة ثلاثية الأبعاد والروبوتات، وذلك وعيا منهم بأهمية تربية الناشئة على كيفية توظيف أخر التطورات التكنولوجية في الحياة العملية.

وأكد الخبير المتخصص في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات محمد علي السويسي لحقائق أون لاين أن تونس تملك كل المؤهلات التي تسمح لها بتطوير اقتصادها عن طريق الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، مشيرا إلى ان البلاد لديها طاقة شبابية قادرة على الإنتاج والإبداع لكنها تبقى عاجزة أمام القرارات السياسية والقوانين الخانقة الأمر الذي دفع العديد إلى الهجرة.

كما أعرب عن قلقه إزاء مستقبل الشباب التونسي الذي تُوّج في المسابقات الفكرية العالمية لاستكمال مشاريعهم نظرا لصعوبة تلقيهم الدعم من الدولة.

وفي ما يخص الحلول الجذرية لتغبير الواقع، شدد السويسي على ضرورة مزيد العمل على ما يسمى بـ”الدبلوماسية التكنولوجية” لاستقطاب الاستثمار وجلب الشركات علاوة على أهمية الحد من الفساد والجوسسة التكنولوجية التي منعت بائعي التطبيقات من جلب العملة الصعبة، إضافة إلى السعي لخلق الثقافة التكنولوجية عند الناشئة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.