منذ حوالي 7 أشهر تستمر قوات العملية العسكرية الليبية "البنيان المرصوص" في محاربة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي التي سيطرت على مدينة سرت بالكامل منذ جانفي 2015، محققة تقدما ونجاحا في قتل هذه الجماعات الإرهابية وفي حصارها.
وفي هذا الشأن أكد الناطق بإسم غرفة عمليات"البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق محمد الغصري، في تصريح خص به حقائق أون لاين اليوم الخميس، أن قواتهم تقترب من حسم معركة سرت وتحريرها بالكامل من قبضة العناصر الإرهابية.
وقال محمد الغصري إن قوات عملية البنيان المرصوص تحاصر العناصر الإرهابية المنتمية لتنظيم "داعش" الإرهابي في حي الجيزة والعمارات السكنية (656) الواقعة وسط المدينة مشددا على أنها مساحة لا تتجاوز 1 كلم مربع وعلى أنه سيتم السيطرة على كامل مدينة سرت في غضون أيام قليلة.
وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية قد أطلق العملية العسكرية "البنيان المرصوص" في شهر ماي 2015 إثر تشكيل غرفة عمليات لطرد الإرهابيين من منطقة سرت الساحلية بدعم دولي سياسي وعسكري تمثل في غطاء جوي أميركي.
وبحسب الغصري، مازال الطيران الحربي الأمريكي يشن ضربات جوية مركزة على معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة سرت الواقعة وسط ليبيا.
وتوقع محمد الغصري أن يكون عدد العناصر الإرهابية المحاصرة في أحد أحياء مدينة سرت ما بين 600 و 650 عنصرا من ضمنهم أطفال ونساء.
وقال إن عملية اقتحام الحي الذي تتحصن به المجموعات الإرهابية تعطلت نظرا لوجود نساء وأطفال معهم في المنطقة التي يتحصنون بها مبينا أنه سيتم اقتحام هذا الحي في وقت قريب.
كما أفاد الناطق باسم عملية البنيان المرصوص بأن الطيران الأمريكي ساعد بصفة جيدة قواتهم وقدم المساعدة الكافية في معركة تحرير سرت من تنظيم "داعش" الإرهابي.
القضاء على 3 أرباع الإرهابيين التونسيين المتواجدين في سرت
أفاد الناطق باسم العملية العسكرية الليبية بأنه لا يمكن حصر أعداد الارهابيين التونسيين الذين تم قتلهم في معركة تحرير سرت مضيفا أن أغلب الإرهابيين المتواجدين في سرت هم من الحاملين للجنسية التونسية.
وأبرز ذات المتحدث أنه قد تم القضاء على عدد هام من الارهابيين التونسيين المنتمين لفرع تنظيم "داعش" في سرت مضيفا أنه قد تم القضاء على 3 أرباع الإرهابيين التونسيين المتواجدين في سرت في معركة تحرير هذه المدينة.
وذكر أن الهلال الأحمر الليبي بصدد حصر عدد الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم في معركة سرت مشددا على عدم وجود نساء وأطفال من ضمن العناصر الإرهابية التونسية التي تم قتلها.
الغصري يدعو السلطات التونسية لأخذ الحيطة والحذر
نفى محمد الغصري في تصريحه لحقائق أون لاين ما يروج عن فرار مئات العناصر الإرهابية التونسية من مدينة سرت نحو المدن الليبية المتاخمة للحدود التونسية الليبية للتسلل إلى تونس.
وفي السياق ذاته لم يستبعد الغصري تسلل بعض الإرهابيين وخروجهم من مدينة سرت خلال الأيام التي نزحت فيها العائلات الليبية من سرت قائلا" من غير المستبعد تخفي بعض الارهابيين من مدينة سرت وسط العائلات النازحة".
وفي إجابته عن سؤالنا شدد محمد الغصري على أن العناصر الإرهابية التونسية لا يمكنها خلال هذه الفترة الخروج من مدينة سرت حتى لو تنكرت وغيرت مظهرها الخارجي.
ودعا السلطات التونسية إلى اخذ الحيطة و الخذر خاصة في تأمين الحدود المشتركة بين تونس وليبيا نظرا لكثرة أعداد العناصر الإرهابية التي تواجدت في ليبيا والتي تم القضاء على أغلبها، وفق تعبيره.
وفي خصوص إمكانية تسلل عناصر إرهابية نحو مدينة سرت لدعم التنظيم الإرهابي قال محمد الغصري إنه لا يمكن في هذه الفترة لأي عنصر إرهابي التسلل داخل المدينة نظرا لحدة الهجمات العكسرية والضربات الجوية الليبية والأجنبية على معقل هذا التنظيم.
وأشار إلى أن قوات عملية البنيان المرصوص تفطنت لوجود مجموعات إرهابية أخرى في منطقة ليبية لم يفصح عنها وسيتم التعامل معها في الأيام القليلة القادمة، وفق قوله.