لقد كان الخبر مضجعا ومفجعا، خبر موت شاب في ريعان الشباب يتطلع مقبلا على الحياة، طامحا ومستنيرا طريقه. في حادث عصف لخليل بطموحاته وشبابه في ان.
ان الخبر ربما يكون محزنا و مبكيا بالنسبة للناس الا أن بعض التفاعلات اللاانسانية جعلت من هذا الخبر طريقا للفرح و الانتصار والشماتة .ان الموت حق على كلنا نحن البشر . وسيدركنا ولو كنا في بروج مشيدة. لذلك فالشماتة لن تصبح ذات قيمة لأننا كلنا للموت ذاهبون و للقبور ساكنون.
لقد كان الخبر عاصفة أو بركان يضرب عائلة القروي المتعلقة بخليل. الشاب الطموح الذي صنع الفرح في حياته ووسط عائلته، بين أصدقائه و أقربائه. ان لوعة الفقدان لا تضاهيها أي أوجاع. ان شراسة الموت لا تعادل شراسة أي كائن من الكائنات.
الموت اليوم تأخذ ابن نبيل القروي الذي ككل ناجح له عداوات . لكن حينما تغدو العداوة اباحة لشماتة البشر في أخيه ، تصبح قيم الانسانية في ابار الانحطاط . و يمسى بنا خبر الموت عاجزين عن المحافظة عن قيم الرجولة . انكم لغادرون يا بشر تشمتون في مصائب بعضكم البعض. كأنكم فوق الموت و الحساب وكأنكم بلا قلوب و لا ضمائر. ان قلوبكم ميتة وان ضمائركم نائمة وإنكم لفي ضلالة تامة. ستدركنا الموت جميعا لذلك أدعوكم الى استرجاع قيم رجولتكم وتاريخ أجدادكم لتتسلحوا بقيم التضامن ومراعاة مرارة الفقدان. أدعوكم الى نسيان العداء وايقاظ الضمير وأدعو عقلك صديقي أن يذهب معي قليلا تخيل كيف ستكون يوم موت ابنك وهو في ريعان الشباب. تخيل كيف ستكون يوم وفات أخيك و سماعك للخبر فجأة. انك صديقي الان تطلب اللطف من الله، لذلك صدقني فأنت ضعيف أمام القدر. أطلب منك صحوة للضمير و خيالا عقلاني وستعلم ما أقسى الموت و الفقدان والحرمان.
بعد كلام، أتوجه الى عائلة القروي بالتعاطف والمساندة في هذه المحنة والابتلاء. وأقول ان الله منحنا قيمة الصبر ونعمة النسيان.
ان الله يبتلينا وصبرنا هو نجاة و خروج من الأزمات. و ان لوعة الناس في الشوارع لكبيرة. و كلهم تعاطف مع الأب نبيل والأم سلوى والأخت كنزة في هذا الخبر الأسي.
ببالغ الأسى والحزن وبعيون حزينة دامعة وقلوب خاشعة مؤمنة بقضاء الله وقدره، نشاطركم ألمكم وأحزانكم بهذا المصاب الجلل برحيله، ونتقدم إليكم بتعازينا القلبية الحارة، وبمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة، سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته.