علّق القيادي المستقيل من حركة نداء تونس والمحامي عبد الستار المسعودي على الجدل الحاصل مؤخراً بين قصري قرطاج والقصبة وتصريحات القيادي في النداء بوجمعة الرميلي التي اتهم فيها مستشاري رئيس الجمهورية سليم العزابي ونور الدين بن تيشة بتهديد رئيس الحكومة الحبيب الصيد بالـ"تمرميد" إذا لم يقبل الاستقالة.
واعتبر المسعودي، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة، ان بوجمعة الرميلي دخل على الخطّ وهو مكلّف بمهمة لتشويه رئيس الجمهورية الذي قال إنه "لولاه لما دخل الرميلي نداء تونس والساحة السياسية ولكان نكرة في عالم السياسة"، على حدّ تعبيره.
وأكد ان رضا بلحاج والدائرة المحيطة بالحبيب الصيد هي التي دفعت بالرميلي إلى اتهام العزابي وبن تيشة مضيفاً ان هؤلاء انفسهم هم من أشاروا على الصيد بعدم الاستقالة وطلب تجديد الثقة وانهم يعملون حالياً لجعل العديد من أعضاء مجلس نواب الشعب يصوّتون بنعم لتجديد الثقة أو على الأقل للتغيّب عن الجلسة المخصصة لذلك، وفق تصريحاته.
وبيّن ان ما يحصل هو ليّ ذراع بين شقّ الحبيب الصيد ومناصريه وشقّ قصر قرطاج بما يحتويه من رمز رئيس الدولة ومستشاريه.
وفي سياق متّصل، أشار محدثنا إلى انه كان من أوكد الواجبات على الحبيب الصيد أن يستقيل موضحاً انه خلال سنة ونصف استشرت العديد من الأمور في البلاد كالفساد الذي لم يقم الصيد بأي شيء للحدّ منه بل على العكس حيث أنه استشرى ووصل إلى النواب والإعلام وأصبح هناك بارونات فساد، إلى جانب تفشي الجريمة كالقتل والاغتصاب والنهب والفضلات المنتشرة في البلاد، على حدّ قوله، لافتاً إلى ان رئيس الحكومة لم يستطع أن ينظف البلاد رغم صغر مساحتها في الوقت الذي يتحدث فيه عن السياحة ومجيء السياح إلى تونس.
وأضاف ان رئيس الحكومة أعطى النقابات كلّ ما تريد بحيث بلغت كلفة الزيادات 1500 مليار ومع ذلك تواصلت الإضرابات مشدداً على ان الصيد لم تكن له الجرأة كي يقول كفى وان حكومته لم يكن لديها نهج أو رؤية أو برنامج.
واستدرك بالقول ان الحبيب الصيد في رصيده عمله الإداري وخدمة الدولة إلا ان الدولة تحتاج إلى قائد حتى لو كان يبيع الأوهام قائلاً ان الشعوب يمكنها ان تعيش بذلك، ومشدداً على انه كان من الأفضل أن يترك المكان بكلّ أريحية كي لا يسجّل في التاريخ انه غادر بفضيحة وان خروجه عبر البرلمان سيكون غير مشرّف.
وقال عبد الستار المسعودي إن تونس عرفت هزات عديدة ولكن لها رجال في الساحة السياسية والإعلامية مشيراً إلى انها تمرّ بمخاض وانها حالياً كسفينة وسط أمواج عاتية.
وأوضح انه كان من الممكن أن تخرج من الأزمة التي تعيشها في فترة أقصر مبيناً ان مسؤولية ما تعيشه تونس اليوم يتحمّلها رئيس الدولة عندما اختار الحبيب الصيد عوض اختيار أحد أعضاء حركة نداء تونس خاصة وانه كان قد صرّح انه يستطيع تكوين حكومات لأربع بلدان.
وختم المسعودي بالتأكيد على انه لو تمّ اختيار عضو من النداء لرئاسة تونس لما وصلت الأوضاع لما هي عليه مشيراً إلى ضرورة إنقاذ ما تبقى من الأساس وانه يتعيّن على الصيد أن يرحل.