علمت حقائق أون لاين من مصادر مطّلعة أن الإرهابي "محمد أنور بيوض"، نجل العميد فتحي بيوض الذي لقي حتفه في انفجار مطار أتاتورك في تركيا مساء الثلاثاء الفارط، قد سافر في البداية للانضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي رفقة خطيبته "فرح".
وأضافت ذات المصادر أن "أنور بيوض" اعتقد انه سيذهب للقيام بمعالجة المصابين والمرضى في سوريا إلا أنه عندما طُلب منه التدرب على استعمال السلاح وأراد التنظيم الإرهابي توظيفه هو وخطيبته في أمور أخرى، قام بإرسال إرسالية قصيرة (SMS) إلى والده يطلب فيها منه إنقاذه، وذلك بمساعدة مجموعة من العراقيين والسوريين باعتبار انه لم يكن يُسمح لهم محادثة أهاليهم.
وبيّنت مصادرنا ان والده العميد فتحي بيوض بقي في تواصل معه بالتنسيق مع السفارة التونسية في تركيا، ومن ثمّ قامت مجموعة بتهريبه قبل أن يسلّم نفسه إلى الجيش السوري الحرّ الذي قام بإعلام السفارة التونسية.
وأشارت إلى ان السفارة التونسية بتركيا أعلمت بدورها وزير الخارجية الذي اتصل بوالدة "فرح"، وهي طبيبة معروفة، ويطلعها على المستجدات، لينتقل إثر ذلك العميد فتحي بيوض إلى تركيا التي تسلّمت "أنور بيوض" و"فرح".
وبقي العميد فتحي بيوض في تركيا لإنهاء إجراءات تسلّمهما واتصل بزوجته وبوالدة "فرح" لتلتحقا به، إلا أنه قتل في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أتاتورك مساء الثلاثاء الفارط عندما كان ينتظر وصول زوجته.
وأبرزت المصادر نفسها أن وزارة الشؤون الخارجية قامت إثر ذلك بمساعيَ مع السلطات التركية لتسلّم "أنور بيوض" ومرافقته، الأمر الذي تمّ حيث عاد الاثنان في ساعة متأخرة من ليل الجمعة وتمّ إيقافهما فور وصولهما إلى مطار قرطاج الدولي ونقلهما إلى الوحدة المختصة في مجابهة الإرهاب بالعوينة للتحقيق معهما، وذلك بإذن من النيابة العمومية بموجب بطاقتي جلب وطنية ودولية صادرتين في حقهما.
وقد انطلقت الأبحاث الأولية معهما منذ أمس. وتحدث الإرهابي "أنور بيوض" عن رحلته إلى سوريا وعما طلب منه. كما أبدى استغرابه من غياب والده الذي كان من المفترض أن يعود معه إلى تونس. وقد تمّ إعلامه بمقتل العميد فتحي بيوض في ساعة متأخرة من ليلة أمس بعد أن تساءل في أكثر من مرة عن غياب والده، مما جعله يدخل في حالة هستيرية ليتمّ نقله إلى قسم الأمراض النفسية والعقلية بالمستشفى العسكري، وهو لا يزال في حالة إيقاف.
