هل تعود الثورة إلى أصحابها ؟!

نظم شباب حركة الفصل الثامن مساء الخميس تظاهرة احتجاجية بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة لم تخل من طابع احتفائي.

هذه المفارقة التي انصهرت فيها التناقضات والاختلافات الفكرية والسياسية مثلت حدثا بارزا في مشهد يكاد يكون رديئا بسبب سطوة ديناصورات السياسة على مراكز صناعة القرار ودوائر حوكمة الشأن العام.

" بلادنا قبل أحزابنا "كان الشعار الرئيس لهذه الحركة العفوية التي نجحت في تحقيق ما عجز عنه شيوخ السياسة في تونس لاسيما حينما تم كسر الجليد الذي اعترى علاقة أجيال من التونسيين جراء الأحقاد الايديولوجية والصراعات التاريخية الهدامة.

أن يلتقي اليوم شباب من تيارات مختلفة من أقصى اليمين إلى تخوم اليسار التقليدي في لوحة بانورامية تعكس تونس المتعددة والمتنوعة فتلك صورة كانت من ضروب أضغاث الأحلام مما يبشر بأن قوة التغيير قادمة لا محالة وإن بتُؤدة في مشهد سياسي قديم متعفن بات على أعتاب موت السياسة في بلد عرف ثورة غيرت مسار التاريخ الراهن وقلبت عديد المعادلات  فحركت بذلك مياها آسنة رغم كل العثرات والخيبات.

أجل ..الاستنتاج الأبرز في الحراك المتصاعد صلب المشهد السياسي التونسي بعد صعود نجم حركة شباب الفصل الثامن يؤشر بأن بوادر التغيير قادمة ولو بعد حين ..ولا مراء في أن تونس من هنا فصاعدا لن تكون بمنأى عن التحولات السياسية التي عرفتها عديد  أقطارالعالم الغربي وفي ديمقراطيات بلدان على غرار إسبانيا أين برز حزب بوديموس وايطاليا التي اكتسح فيها شباب حركة الخمسة نجوم الانتخابات البلدية الأخيرة.

ويجوز القول إذن بأن حركة شباب الفصل الثامن هي بمثابة بارقة أمل في زحمة الراهن التونسي المتعثر..وإن الثورة قد تعود لأصحابها في القادم القريب شريطة تعمق الوعي الشبابي بالقدرة على التغيير والانخراط في معمعان المعترك السياسي وافتكاك حقوق دستورية ومواطنية. فهذه الشريحة الاجتماعية لا تمثل المستقبل فقط مثلما يرى ذلك البعض فهي جزء من الحل في الزمن الحاضر على نفس شاكلة لحظة بناء دولة الاستقلال غداة الانعتاق من ربقة الاستعمار .

ختاما لا مشاحة في القول بأن ما حققته حركة الفصل الثامن رغم حداثة عهدها قد حمل رسالة قوية مضمونة الوصول لشيوخ السياسة مؤداها "فالهم في صغارهم".فهل يستوعبون الدرس أم على قلوب أقفالها؟

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.