بعد الجدل الذي أثارته المبادرة المتعلقة بالمساواة في الإرث: هل تمرر الأحزاب حساباتها السياسية على "ظهور" النساء؟!

قدّم عضو مجلس نواب الشعب مهدي بن غربية، اليوم الاربعاء 4 ماي 2016، مبادرة لجمع التوقيعات من أجل إيداع مقترح قانون متعلق بالمساواة في الإرث بين المرأة والرجل.

نواب محافظون وتقدميون يجمعون على الرفض

هذا المقترح كان كفيلاً بإحداث جدل كبير داخل قبة المجلس، حيث اعتبرت النائب عن حركة النهضة يمينة الزغلامي في تصريحات إعلامية ان هذه المبادرة ستؤدي إلى تغذية الإرهاب والتطرف مبينة ان توقيتها غير مناسب وستستبيح البلاد للمتطرفين.

في حين أكد رئيس كتلة النهضة بالبرلمان نور الدين البحيري أن حركته ضد هذه المبادرة باعتبار أن الإسلام موقفه واضح من مسألة الميراث.

من جهته، دعا النائب عن الجبهة الشعبية منجي الرحوي نواب الجبهة الذين أمضوا على المبادرة إلى سحب توقيعاتهم مضيفاً ان هناك شبهة لوجود أجندة مشبوهة وراءها.

كما أصدرت كتلة الحرّة بياناً ردّت فيه على ما راج حول انضمامها لمبادرة مهدي بن غربية التشريعية موضحة ان المبادرة المشار إليها لم تعرض عليها من طرف أصحابها ولم تتداول فيها ولم تتخذ فيها أي قرار. وأكدت ان الامضاء على نص المبادرة من طرف بعض أعضاء الكتلة يعبر عن المواقف الشخصية للنواب المذكورين لكنها لا تلزم الكتلة ولا تعبر عن موقفها من المبادرة في هذا التوقيت بالذات، حسب نصّ البيان.

تمرير حسابات سياسية على "ظهور النساء"…

وفي سياق متّصل، أكدت عضو الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات خديجة الشريف، في تصريح لحقائق أون لاين، ان الأحزاب تقوم بتمرير حسابات سياسية على "ظهر" النساء.

وعبّرت الشريف عن أسفها لرفض نواب، من ضمنهم نواب تقدميون، للمبادرة المتعلّقة بالمساواة في الإرث بين المرأة والرجل، مشيرة إلى انها رحّبت بمقترح النائب مهدي بن غربية ومساندة بعض النواب له باعتبار انه يمثل اعترافاً بنضال نساء منذ سنوات عديدة من أجل تحقيق المساواة في الإرث بين الجنسين، وفق تصريحاتها.

وأوضحت انه منذ سنة 1990 وكلّما فتح باب الحديث حول المساواة في الإرث كان جواب السياسيين وحتى التقدميين منهم ان الوقت ليس مناسباً لذلك مبينة انه بعد كل هذه السنوات أصبح من الواضح ان النساء يتعرّضن لمظلمة في هذه القضية من بينهن نساء في الفئات الضعيفة.

وأشارت محدثتنا إلى انها التقت منذ عدة أعوام بامرأة في سيدي بوزيد نالت حصة أقلّ من حصة شقيقها في إرث والدها مما جعلها تمرّ في ظروف اجتماعية قاسية وعاجزة عن مساعدة زوجها مضيفة ان هذه المرأة قالت لها لو انها نالت حصة أكبر من الإرث لكان حالها أفضل بكثير.

وأضافت ان المرأة المذكورة لم تكن متحصلة على تعليم عال إلا أنه كان لها وعي كبير بوضعها ووضع النساء عامة.

وعبّرت خديجة الشريف عن استنكارها لوجود مظلمة في حق النساء في الحصول على نفس قيمة ما يحصل عليه الرجال من الميراث في الوقت الذي يعملن فيه ويساهمن في الاقتصاد والتنمية ومساعدة عائلاتهن.

حلّ العقدة…

كما أبدت أسفها لكون أول من رفض مبادرة مهدي بن غربية امرأة موضحة انه رغم الاختلافات معها واحترامها لموقفها فإنه كان لا بدّ على النائب عن حركة النهضة يمينة الزغلامي ان تأخذ بعين الاعتبار المظلمة التي تتعرّض لها النساء بعيداً عن حزبها وعن الايديولوجيا مضيفة انه كان يتعيّن عليها ان تقوم بدراسة لتقدّر وضعيات النساء وما يعشنه.

وقالت إنها عندما تسمع بأن نواباً تقدميين رفضوا التوقيع على هذه المبادرة يزداد أسفها مشددة على ان الوقت جاء كي يتمّ الحديث عن موضوع المساواة في الإرث دون أن يقال انه مقدّس أو تابو "tabou".

وختمت الشريف بالتأكيد على ان هناك العديد من الدول تقوم بمراجعات في هذا الشأن مبرزة ضرورة ان تتمّ دراسة الواقع السوسيولوجي التونسي وإيجاد حلّ للعقدة التي لازالت باقية والمتعلّقة بمسألة المساواة في الإرث بين الجنسين.

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.