14 سنة مرت على وفاة الجنرال سكيك: مصادر عسكرية تكشف معطيات هامة بشأن حادثة تحطم الطائرة بمجاز الباب

تحيي المؤسسة العسكرية التونسية اليوم السبت ذكرى أليمة في تاريخها والمتمثلة في حادثة وفاة الجنرال عبد العزيز سكيك في حادثة تحطّم طائرة كانت تقلّ أبرز القيادات السامية بجيش البرّ وقتها بمنطقة مجاز الباب من ولاية باجة.

هذه الحادثة التي جدت يوم 30 أفريل 2002 مازالت تثير جدلا في الساحة الاعلامية ولدى الرأي العام التونسي لاسيما في ما يتعلق بملابسات وظروف سقوط الطائرة التي أودت بحياة الجنرال سكيك رئيس أركان جيش البر آنئذ والذي كان مرفوقا بثلة من الضباط السامين اثر عودتهم من مهمة تفقدية بولاية الكاف.

وقد روجت بعض الأطراف السياسية والمصادر الاعلامية فكرة امكانية أن يكون الحادث مدبرا للتخلص من القيادات العسكرية من قبل الرئيس زين العابدين بن علي.

عائلة المرحوم سكيك الذي يعدّ من أبرز القيادات الوازنة في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية خلال الفترتين الحديثة والمعاصرة عادت للواجهة الاعلامية بعد الثورة لتطرح تساؤلات تشكّك في أسباب الوفاة التي قيل وقتها انها ناتجة عن عطب في الطائرة.

في هذا السياق، أكّدت قيادات عسكرية رفيعة المستوى في الجيش التونسي لحقائق أون لاين استحالة امكانية وجود عمل ما مدبر قصد التخلص من الجنرال سكيك الذي مازال إلى اليوم يحظى بمكانة متميزة في قلوب وذاكرة جميع العسكريين الذين عملوا معه فهو قدوة بالنسبة لهم ومثال يحتذى به في حبّ الوطن والانضباط صلب المؤسسة العسكرية ولقيم الجمهورية.

ذات المصادر التي تحولت إلى مكان الحادثة فور وقوعها كانت شاهدة على عملية اخراج الجثث من الطائرة التي تحطمت لعطب ما تمّ كشفه في التحقيق الذي أنجز وقتها بين المؤسسة العسكرية وخبراء أجانب للتثبت في أسباب الوفاة.

بدوره أحد القيادات العسكرية التي أشرفت آنذاك على عملية تجهيز مروحية الهليكوبتر للاقلاع شدّد على أنّ الخلل حصل بشكل فجئي باعتبار أنّه تمّ تفقّد الطائرة بشكل محكم وأنّه منذ ذلك اليوم تم اتخاذ اجراءات استثنائية من أجل ضمان عدم تجميع  الضباط والجنرالات في نفس المروحية تجنبا لاي طارئ قد يحدث مستقبلا. كما أنّ مثل هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها في تاريخ المؤسسة العسكرية خلال عهد بن علي حيث سبق أن جدت واقعة مشابهة لها.

"الجنرال سكيك كان الرئيس بن علي قد عيّنه وقتها وهو الحاكم بأمره وقد كان قادرا على اقالته متى شاء بجرة قلم". هذا ما أكّدت عليه ذات المصادرالتي تعتبر عملية التشكيك في ظروف الوفاة مجرد"كلام قهاوي".

ويذكر أنّ أمير اللواء عبد العزيز سكيك هو من مواليد القيروان بتاريخ 3 أفريل 1940. وقد التحق بالجيش التونسي سنة 1959.منذ 1994 تولى عديد المهام العليا صلب القوات المسلحة حيث عين مديرا لمعهد الدفاع الوطني ثمّ متفقدا عاما للقوات المسلحة سنة 1999 وأخيرا رئيسا لاركان جيش البر بداية من العام 2001. درس طيلة حياته المهنية بالعديد من المدارس والمعاهد العسكرية العليا بكل من تونس وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص. وهو من أبناء المعهد الصادقي بتونس.

توفي اثر حادثة تحطم الطائرة اثر عودته من مهمة تفقد وحدات قتالية بالكاف. وقد خلفت هذه الحادثة سيلا من التشكيكات في ظروف وملابسات الحادثة الأليمة في ظل التعتيم الاعلامي لنظام بن علي وطبيعة وحساسية المؤسسة العسكرية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.