اعتبرت عضو حركة نداء تونس و الكاتبة العامة للحزب في تنسيقية بلجيكا نبيلة كرعود ، في حوار لحقائق أون لاين أمس الجمعة 18 مارس 2016 ، أنّ حزبها بصدد تحمّل تأثيرات 3 سنوات من حكم الترويكا مجددة الدعم لحكومة الحبيب الصيد رغم وجود بعض التحفظات ، على حدّ قولها.
كما شدّدت على أنّ رضا بلحاج رئيس الهيئة السياسية الحالي لنداء تونس هو بمثابة الرجل المناسب في المكان المناسب في ظلّ الظرف الحالي،داعية إلى ايجاد حلول جذرية لحلحلة أزمة الحزب.
وفي ما يلي نصّ الحوار الذي أجرته معها حقائق أون لاين:
كيف كانت أصداء مبادرة إعادة بناء حركة نداء تونس داخل الحزب التي أطلقتها مجموعة من الشخصيات الندائية مؤخرا؟
إنّ أيّ مبادرة صلح ولمّ شمل تدعمها حركة نداء تونس.وأعضاء الحزب في الداخل وفي الخارج يساندون مثل هذه المبادرات.صحيح أنّ وضع الهياكل في الخارج ليس كما هو الحال في الداخل. فهياكل الحزب في الخارج منتخبة وهي مبنية على أسس صحيحة مما ساهم في ضمان استمرارية الأنشطة. ونحن دائما ندعم كلّ المبادرات الايجابية.
هل أنّ أزمة نداء تونس أضحت مزمنة واستعصى معها الحلّ؟
لا يمكن القول بأنّ الأزمة مزمنة وغير قابلة للعلاج. لابّد من الأخذ بعين الاعتبار المشاكل والصعوبات الحاصلة ونحن في أمس الحاجة لايجاد حلول جذرية.
ولكن الازمة ليست مزمنة و في اعتقادي هي مجرد نزلة برد لا أكثر ولا أقل.(مبتسمة)
ما الذي أدى إلى تردي الحزب لهذا الوضع وفق تقديرك؟
بعض الشخصيات التي تريد أن تصبح زعامات هي سبب البليّة.هؤلاء يريدون الاستفراد بالقيادة والبقية تعمل تحت امرتهم.هذا المنزع لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام.
من المقصود بهذا الكلام؟
المقصود هو السيّد محسن مرزوق.كان الحزب متماسكا وفي صحّة جيّدة ثمّ أصبح هناك حديث عن مشروع أصلي وآخر غير أصلي.
ولكن محسن مرزوق الأمين العام السابق صرّح في أكثر من مرّة بأنّ الحزب حاد عن مشروعه الذي تأسس من أجله؟
أنا لا أعرف أيّ مشروع يقصده.هو من أكثر الاشخاص الذين دعوا إلى التشارك مع حركة النهضة.مصلحة البلاد هي التي اقتضت التعايش السلمي ونحن لم نكن مخيّرين.الانتخابات هي التي منحت لحركة النهضة 69 مقعدا برلمانيا . ومحسن مرزوق هو من أكثر الشخصيات التي دعت عبر البلاتوهات التلفزية إلى التشارك مع النهضة.
ونحن في نداء تونس تهمنا المصلحة العامة للبلاد قبل المصلحة الشخصية لبعض القيادات التي تبحث عن الزعامة.
ما تعليقك على من يعتبر أنّ نداء تونس قد انتهى؟
عديد الشخصيات ظهرت في الساحة السياسية بفضل نداء تونس ومشروعه الوطني الذي وضعه الرئيس الباجي قائد السبسي.
نحن مازلنا ندعم هذا المشروع.نداء تونس لم ولن ينتهي وأبرز دليل على ذلك تواصل نشاطاته وقد أنجزنا مؤتمرا في سوسة شارك فيه أكثر من 1400 شخص.وإلى حدّ اليوم هناك من يأتي إلى المقر المركزي للحركة للانخراط في النداء.
هذا لا ينفي أنّ مؤتمر سوسة عمليّا زاد في تعميق الأزمة أكثر ممّا فتح آفاقا لبوادر انفراج؟
جميع من حضر المؤتمر تقريبا غادروا وهم فرحون بالتوافقات الحاصلة. لاحقا ظهرت بوادر أزمة. تساؤلات عديدة تطرح حول أسباب تغيّر مواقف البعض.
نحن من البداية اتفقنا بشأن اجراء مؤتمر توافقي ثمّ انتخابي.وإذا كان هناك سوء فهم في أذهان البعض كان من المفترض أن تقدم مقترحات أو تعلن تحفظات قبل اجراء المؤتمر وليس بعد انجازه.
ليس من المعقول أن يكون هناك من شارك والابتسامة على محياه ثمّ من الغد يقول إنّ النتائج لم تعجبني لأنّه لم يفلح في الحصول على منصب قيادي أو موقع للزعامة.
التحالف مع حركة النهضة هل خسر منه النداء أكثر مما ربح أم العكس ؟
النداء خسر بسبب هذا التحالف. نحن كنّا ندعو إلى التشارك والتعايش احتراما لارادة الناخبين وليس إلى التحالف.
المصلحة الوطنية اقتضت ايجاد ارضية للشراكة بين الحزبين.كان لابدّ من عدم الاستهانة بحزب له 69 نائبا ويمتلك قاعدة شعبية كبيرة.
التعامل مع النهضة اقتضته مصلحة البلاد التي هي في وضع اقتصادي واجتماعي وأمني صعب.
هل مازلتم تحملون نفس التوجس تجاه حركة النهضة التي يرى البعض من المحلّلين أنّها تطورت على الاقل من ناحية الخطاب المعلن؟
هناك خطابات لا يمكن أن تنسى.لكن هذا لا يمنع من مراعاة مصلحة البلاد.الشعب التونسي انتخب النداء وفقا لبرنامج واضح .
نداء تونس مثلا لا يمكن أن يتحمل مسؤولية تفشي الارهاب خاصة بالرجوع إلى الاحداث الاخيرة .
النداء حاليا يتحمّل تأثيرات 3 سنوات من حكم الترويكا.ونحن ندعو خاصة الى ايجاد حلول جذرية في الحرب على الارهاب.
أزمة حزبكم إلى أيّ حدّ أثرت على الأداء الحكومي والمسار السياسي في البلاد؟
التأثير كان نسبيا.صحيح لدينا بعض التحفظات على تعيينات حصلت وعلى المشاريع المعطلة.لكن نحن مازلنا دائما ندعم الحكومة لان مصلحة البلاد تقتضي ذلك.
البناء هو الصعب إذ يحتاج إلى أسس صحيحة حتّى وإن كانت هناك تعطيلات أو عثرات.
نحن حاليا بصدد بناء تونس الجديدة على أسس صحيحة والاعتداء الذي حصل في بن قردان يؤكد أن الشعب التونسي موحد ومن هذا المنبر أوجه تحية إلى أهالينا في مدنين بشكل عام.
في المقابل هناك من في نداء تونس أعرب عن كون ثقته مهتزة في الحكومة وقد دعا البعض إلى التفكير بجدية في دراسة امكانية تكوين حكومة جديدة؟
صحيح هناك بعض الاشياء التي حصلت لم تستسغها قيادات النداء.مثلا تعيين والي قفصة الجديد والطريقة التي تمت بها العملية.
لكن رغم هذا نحن سنظل ندعم الحكومة وليس لنا خيار آخر.إنّ وضعية البلاد صعبة والسياحة تحتضر والاقتصاد في حالة تردّ كبير.
رضا بلحاج كرئيس للهيئة السياسية للنداء.هل هو الرجل المناسب في المكان المناسب؟
نعم في ظلّ الوضعية الحالية.هو ساهم بشهادة الجميع في صناعة نجاحات نداء تونس انتخابيا وسياسيا. وهو بامكانه أن يكمل المشوار مع الحركة كأحسن ما يكون لكي يخرج النداء من الأزمة الراهنة.