عبد الرؤوف النجار: المؤتمر العاشر للنهضة سيكرس حزبا متخصّصا في إدارة الشأن العام للبلاد (حوار)

بعد تجربة الحكم بدا من الواضح على حركة النهضة إدخال بعض التحولات في سياستها الاتصالية والوجوه المتحدثة باسمها في الواجهة الاعلامية.

ولعل بروز عبد الرؤوف النجار رئيس لجنة الاعداد المضموني للمؤتمر العاشر المرتقب، خاصة في الفترة الاخيرة، إعلاميا وديناميا داخل الحزب، يندرج في هذا السياق، وهو الذي يوصف بأنه أحد العقول المدبّرة داخل الغرف المغلقة لحركة النهضة منذ أن كان يقيم في المهجر بفرنسا.

حقائق أون لاين التقت بالنجار على هامش إطلاق المؤتمر الجهوي للحركة بتونس وقد كان لنا معه هذا الحوار الذي تم فيه تناول بعض المسائل الحارقة التي تطرح في قطاعات واسعة من الرأي العام التونسي تجاه النهضة.

بداية ما صحة ما راج عن وجود خلافات داخل حركة النهضة في ما يخصّ مسألة الخيارات الاستراتيجية المستقبلية؟

نحن منذ سنتين نتحاور ونشتغل حتى تكون الاختلافات عنصر ثراء للمشروع الذي سيتم التوافق عليه في المؤتمر.النهضة في المؤتمر ستخرج بمشروع واحد وليس بعشرة مشاريع.

المشروع الذي سنصل إليه لا أقول إنه سيكون بالاجماع بل بأغلبية من القواعد والنخبة القيادية تطمئن لها مؤسسات الحركة في حال الذهاب في تغييرات وتحولات ونقلة بمستوى كبير.

إنّ الحركة منذ سنتين وهي تشتغل من أجل أن يكون هناك حوار حقيقي والنقاش مازال متواصلا داخل هيئات الحزب محليا وجهويا. والتعبير عن الخلافات موجود حتى في الصحافة.

وهنا يجب التفريق بين الاختلاف والانشقاق.واليوم باعتبار التاريخ الكبير للنهضة بالامكان التحكم في ادارة الاختلاف والحوار.

نحن نسعى إلى الاستفادة من هذه الميزة للوصول خلال المؤتمر إلى مشروع يحظى بأغلبية. وفي تقديري سيكون هناك تنافس مهم ليس مضمونيا فحسب بل أيضا داخل مؤسسات الحركة على مستوى الترشحات.

في علاقة بمسألة الدعوي والسياسي،وبين الفصل والوصل ، إلى ماذا توصلتم في ما يخص التوافقات داخل لجنة الاعداد المضموني ضمن هذا الموضوع؟

توصلنا إلى رؤية استراتيجية واضحة وهي أنّ النهضة منذ 2011 سارت في خيار معين ،  وقد تقدمت للشعب باعتبارها حزبا سياسيا وقد مارست العمل على هذا الاساس الذي يجب أن يكون واضحا واستراتيجيا وله أرضية فكرية صلبة أي أن يكون مبنيا على قناعات.

نحن قلنا هذا الموضوع لابدّ أن يحسم فيه المؤتمر فالمراوحة بين الحركة / الحزب ..والدعوي / السياسي هذا أمر واقعيا نحن تجاوزناه والمؤتمر سيكون مناسبة لتكريس هذا الخيار الاستراتيجي ، حزب يعنى بالتخصّص في ادارة الشأن العام بالبلاد وفي تناول القضايا التي تهم الحكم وليس القضايا التي تهم المجتمع المدني.

الأنشطة الدينية والدعوية والثقافية والخيرية والاجتماعية في جزء منها تتعلق بالمجتمع المدني .نحن حينما تناولنا المسألة كان ذلك من زاوية تخصص الحزب في إدارة شؤون البلاد سواء كان ذلك في المعارضة أو الحكم.

ومنظمات المجتمع المدني هي التي تشتغل على بقية المسائل الاخرى في إطار قانون الجمعيات. وبالتالي هذا أمر محسوم وواضح.

عصارة عمل لجنة الإعداد المضموني هل ستكون عبارة عن استخلاصات تقويمية أم مراجعات عميقة؟

الاثنتان معا . مثلا قضية الحزب و الحركة هي مراجعة استراتيجية وتدخل ضمن المراجعات الكبرى .وأنا أتصور أن حركة النهضة إذا نجحت في خيارها هذا وخاصة التركيز على موضوع الانفتاح فستسعى إلى الاستفادة من كلّ كفاءات البلاد وتكون أكثر قدرة على التفاعل مع مختلف الدوائر التي يمكن أن تساهم في هذا المشروع ، وكلّ ذلك سيكون له تأثير حسب تقديري على التيار الإسلامي في المنطقة العربية الذي هو في جزء منه يعيش مأزقا و يعيش صعوبات كبيرة في بعض البلدان .

إنّ أغلب البلدان العربية تعيش في ظل ما يسمى الإسلام السياسي والنهضة يجب أن تخرج من مؤتمرها برؤية واضحة تعطي نموذجا لا نفرضه على الغير ولكن قد يكون له تأثير ايجابي على بقية مكونات التيار الاسلامي في المنطقة.

هل أن قواعد حركة النهضة قادرة على هضم هذه التحولات والنقلة النوعية التي ترومون السير نحوها؟

في تقديري نعم بعد ما حصل في سنتين من نقاش في المضامين والاعداد واللقاءات والاجتماعات . وهذا ليس بالنزر القليل.

أنا أتصور أنه حتى بعد المؤتمر هناك جهود أخرى يجب أن تبذل حتى يتم هضم مثل هذه القضايا وتصبح قناعات راسخة وتعطي ثمرة لان الناس ستنتظر النتائج والانجازات من خلال المساهمة في مزيد تدعيم المسار الديمقراطي والنهوض بالبلاد.

ستكون هناك ديناميكية أخرى بعد سنة من الان في الانتخابات المحلية والبلدية وفي تقديري أبناء الحركة سينخرطون بشكل طبيعي في هذا المسار.

هل يمكن أن نسمي المؤتمر العاشر لحركة النهضة مؤتمر الاعداد للانتقال لمرحلة ما بعد راشد الغنوشي؟

ليس سرّا أنّ رئيس الحركة مازالت أمامه دورة ثانية وفقا للقانون الأساسي وبالتالي أتوقع أن يترشح مرة أخرى وسيكون هناك مترشحون آخرون على الارجح.

ان الاصلاحات المطلوب الاشتغال عليها مع الرئيس الحالي الذي له وزن اعتباري وتاريخ وحضور قوي لا بدّ  أن تقوي الحركة ومؤسساتها وتقوم بنقلة تجديدية حتى على المستوى "الجيلي" وكلنا نعرف أن الحركة سابقا عاشت لسنوات بين السجون والمنافي وهو ما جعل عملية تجديد الأجيال لا تحصل. وتحدي التشبيب كبير وهو مطروح صلب الحزب في إطار الاصلاحات الهيكلية من خلال التفكير في المستقبل وبطبيعة الحال أتصور أن الشيخ راشد نفسه معني بمرافقة هذا التحول باعتبار مسؤوليته اليوم وهو يهمه كما يهم لجنة الاعداد المضموني وبقية مؤسسات الحركة عبر تأمين استمراريتها للعب دورها في المساهمة لخدمة البلاد.

أبواب العضوية في الحركة هل ستكون مفتوحة لمواطنين تونسيين من ديانات أخرى غير الإسلامية؟

ان مؤسسات الحركة يضبطها القانون الذي لا يمكن أن يكون ضد الديمقراطية وبالتالي أي كفاءة يمكن أن تفيد المشروع عن قناعة مرحب بها.هذا السؤال طرح سابقا ونحن ليس لنا أية مشكلة في ما يخص هذه المسألة والحزب سيكون مفتوحا على كل الطاقات الكفاءات مهما كانت خلفيتها الفكرية أو ديانتها.

حاوره: محمد اليوسفي

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

تقدّم عدد من نواب مجلس نواب الشعب، بمقترح مشروع قانون لاعتماد نظام الحصة الواحدة في المؤسسات التربوية العمومية، فهل أنت:




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.