تواترت أواخر الأسبوع المنقضي تحذيرات الدول الغربية لرعاياهم المتواجدين في تونس من احتمال وقوع هجمات إرهابية في الأماكن التي يتواجد بها تجمعات بشرية .
ويرى محللون في الشأن الاقتصادي أن هذه التحذيرات التي صدرت عن السفارة الأمريكية بتونس ووزارة الخارجية الفرنسية ووزارة الخارجية البرطانية إضافة إلى التجاذبات السياسية في الحزب الحاكم سيكون لها تأثير حاد على الاقتصاد التونسي لاسيما في قطاع الاستثمار الخارجي .
وتوقع الخبير الاقتصادي معز الجودي أن يكون لهذه التحذيرات الغربية وتزامنها مع التجاذبات السياسية الواقعة في حركة نداء تونس تأثير حاد على الاستثمار الخارجي .
وقال الجودي لحقائق أون لاين إن التجاذبات الواقعة في الحزب الحاكم"حركة نداء تونس" تؤثر على قطاع الاستثمار الخارجي وعلى الاقتصاد أكثر من التحذيرات الغربية خاصة وأن التجاذبات السياسية وصلت حد الانسلاخ والانقسام وهو ما يؤثر على نظرة المستثمرين الأجانب للاستثمار في تونس ويؤثر على رؤية المؤسسات المالية العالمية مثل صندوق النقد والبنك العالمي لتونس.
وأضاف الخبير الاقتصادي إن الاستثمار الخارجي في تونس غائب تماما باستثناء الاستثمار في قطاع الطاقة نظرا لتدهور القطاع الأمني وللتجاذبات السياسية الحاصلة في تونس.
وعن تأثير التحذيرات الصادرة عن أمريكا وفرنسا وبريطانيا على القطاع السياحي فقد شدد معز الجودي على أنها لن تؤثر على القطاع السياحي في تونس لان الأطراف المتداخلة في القطاع السياحي على علم بالمخاطر الإرهابية بغض النظر عن التحذيرات على حد قوله.
وتابع قوله إن تونس في حرب شاملة ضد الإرهاب وفي حالة طوارئ ولا بد أن يعتمد الاقتصاد التونسي على القطاعات غير المرتبطة بالمناخ الأمني وأن لا يرتكز خلال هذه الفترة على القطاع السياحي
في نفس السياق قال الخبير الاقتصادي في إدارة المخاطر المالية مراد الحطاب إن التحذيرات الأوروبية والأمريكية لن تؤثر على القطاع السياحي لأن هذا القطاع بلغ ذروة وأوج أزمته مشددا على أن التحذير لن يغير شيئا .
وأفاد الحطاب في تصريح لحقائق أون لاين أن هذه التحذيرات سيكون لها تأثير على الاستثمار الخارجي بيحيث ستتفاقم أزمة انعدام الاستثمارات الخارجية حسب قوله.
كما بين الخبير في إدارة المخاطر المالية أن الأزمة في القطاع الخارجي بلغت ذروتها ولا يمكن الحديث عن آفاق واضحة بحكم تواتر هذه التحذيرات الأوروبية والأمريكية باحتمال وقوع هجمات إرهابية.
وأشار محدثنا إلى تراجع إيرادات القطاع السياحي سنة 2015 بنسبة 54% لاسيما بعد تراجع توافد كل الجنسيات العربية والأوربية على تونس مبينا أن توافد السياح الجزائريين على تونس تراجع بعد حادثة انفجار حافلة الأمن الرئاسي بشارع محمد الخامس.