علقت القيادية في نداء تونس سعيدة قراش، من خلال تدوينة على صفحتها الفايسبوكية الخاصة، على الأزمة التي يمر بها حزبها حيث قالت ما يلي:
"أصر و ألح و على عكس ما يعتقده البعض او يروج له، الازمة داخل نداء تونس هي التسيير الديمقراطي داخل الحزب كما في البلاد على السواء. فهي ليست ازمة هوية و لا مال فاسد و لا توريث، و للتذكير فقط كنت اول من اصدح بموقفه عند الاعلان عن تركيبة الحكومة عندما صمت الكل و دون ان ادخل في تفاصيل أخرى تنزع ورقة شجرة التوت عن الكثيرين من الزعامات، و هي ليست ازمة مال فاسد فكل ايناء بما فيه يرشح، و الكل يعرف حضور هذا الامر قبل و بعد 14 جانفي في الساحة السياسية و لدى جميع الاحزاب و احتفظ لنفسي بالتفاصيل درءا للفتنة. فحصر الخلاف في الايام الاخيرة في اولوية الهيكل الذي له صلاحية اخذ القرار يعزز ما اعتبره المشكل الأساسي ثم يؤكد على ان الامر يتعلق بتحديد آليات اخذ القرار و بالتالي التحكم في المسار و الخيارات و التوجهات في الحكم داخل الحزب وخارجه.
الامر غير سلبي لكنه عند تجاوزه حدود الاختلاف ليصبح مصدر تهديد للتوازن السياسي الهش في البلاد يصبح محمولا على الجميع التعقل و تقديم مصلحة الدولة و الوطن على ان لا يعني ذلك تنازلا او تخليا على الالتزام بالمبادئ و تأجيل المعركة من اجل دمقرطة اخذ القرار في داخل هياكل الحزب. و الدعوة الى اقصاء طرف او آخر من دائرة الفعل السياسي على اساس رأيه او طموحه او اي عنصر آخر هو تأكيد لفشلنا في التشبع بالديمقراطية فكرا و روحا و منهاجا و سقوطنا في عكسها. الامر ليس سهلا و لا مسلما به طالما ان المسألة تعتمد دربة كبيرة و ثقافة فردية و جماعية متشبعة بالديمقراطية و للاسف ننتمي الى حضارة و ثقافة تعتمد على الاقصاء للاختلاف اكثر من تثمينه و على وحدانية و احادية الرأي و الشعور و الوجود.
فقط يبدو ان جل الطبقة السياسة لم تصحو بعد من صدمة سقوط نظام بن علي و لم تفهم ان هناك تغير جذري حصل في عقول و سلوك التونسيات و التونسيين و لم يستوعبوا انه من المستحيل لاي كان ان يسيطر على المشهد السياسي مهما كانت قوته التنظيمية و ترابطه الايديولوجي و لكم في اسقاط دستور جوان 2013 و اعتصام الرحيل خير دليل. فالحديث عن التوريث هو اعتداء على ذكاء التونسيين و التونسيات و على الثورة و ما اكتسبناه و انجزناه من استعادة للشأن العام و تأثير في الفعل و القرار السياسي. كلي رجاء و امل في تعقل الجميع لمصلحة الوطن علينا جميعا مهما اختلفت المواقع و الرؤى ان ننهض من جديد و ان نكون معا بنائين و ايجابيين و مسؤولين على ما اأتمنا عليه في هذا الوطن".