قال مدير الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال أحمد شابير، في تصريح خص به حقائق اون لاين اليوم الجمعة 06 نوفمبر 2015، إنه لا يستطيع أن ينفي أو يؤكد إن كان قد طُلب من الجنرال رشيد عمار ليلة 14 جانفي ان يتسلم الجيش مقاليد الحكم بعد مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي للبلاد.
واوضح شابير في هذا السياق ان حضوره يومها في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي المنعقد بوزارة الداخلية لم يكن مسترسلا حيث كان مهتما بتسيير بعض الأمور نظرا لحالة الفوضى التي عمت البلاد في ذلك التوقيت، وفق تعبيره، معتبرا أن تدخل الجنرال عمار البارحة في برنامج اليوم الثامن على قناة الحوار التونسي كان من منطلق حرصه على التوضيح وتنزيه المؤسسة العسكرية من تهمة نية الانقلاب التي نُسبت إليها من بعض الأطراف.
وعن قراءته لحملات التشكيك الموجهة ضد المؤسسة العسكرية والحديث في هذا الوقت بالذات عن حقيقة ما حدث يوم 14 جانفي 2011، أجاب محدثنا قائلا: "ثمة عمود في البلاد مازال لم ينهار (في إشارة إلى المؤسسة العسكرية) وهناك من يريد زعزعته.. والمؤسسة العسكرية في تونس لم تطمح يوما للحكم سواء في الماضي أو في الحاضر رغم الفرص التي كانت تخوّل لها ذلك..".
وتابع: "الجيش أشرف من ان ينقلب على الحكم.. سواء مع بورقيبة او بعده بن علي ثم فؤاد المبزع وبعده المنصف المرزوقي والآن مع الباجي قائد السبسي او مستقبلا مع أي رئيس آخر، فولاؤنا للوطن ولمؤسسات الدولة وليس للأشخاص إذ أقسمنا على العمل في إطار الدولة وتراتيب الجيش".
كما أضاف الجنرال احمد شابير أن البلاد اليوم مستهدفة والغاية من إثارة كل هذه الإشاعات المغرضة في حق المؤسسة العسكرية التي قال إنها الوحيدة التي لم يدخلها "القعباجي"، حسب وصفه، هو مزيد زعزعة الوضع الامني في البلاد، داعيا جميع الاطراف إلى ترك هذه المؤسسة بعيدة عن التجاذبات السياسية وتصفية الحسابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، على حد تعبيره.
وختم بالقول في هذا الإطار: "جيل الاستقلال تربى على الراية التونسية.. وبلادي وإن جارت عليّ عزيزة".
يُذكر أن الجنرال السابق بالجيش الوطني رشيد عمار كان قد صرح البارحة بأنه رفض، مساء 14 جانفي 2011، طلبا من الوزير الأول في ذلك الوقت محمد الغنوشي ووزير الداخلية أحمد فريعة ووزير الدفاع رضا قريرة لتسلّم الجيش السلطة خوفا من وصول حركة النهضة اليها.
وفي المقابل نفى وزير الداخلية السابق أحمد فريعة حقيقة هذه التصريحات كما كذبها الوزير الاول السابق محمد الغنوشي الذي قال إن الجنرال احمد شابير كان حاضرا حينها ويعلم أنه لم يُطلب من المؤسسة العسكرية تسلّم مقاليد الحكم.