الفنان السوري عبد الله المريش لـ"حقائق أون لاين":هذا سرّ حبّي لتونس..والفنّ إلتزام أولا يكون

أكّد الفنان السوري المقيم بتونس عبد الله المريش صاحب الصوت الجهوري، في حوار خصّ به حقائق أون لاين، انه ولد في منزل يهتم بالفن ودائما ما كان والداه يستمعان إلى عمالقة الفن على غرار فريد الأطرش وأسمهان ووديع الصافي وأم كلثوم، مبينا ان والده كان دائما وعمته وجده كانوا دائما يغنون سواء في حالة فرح أو حزن وانهم كانوا يلجؤون للغناء للتعبير عمّا يشعرون به وعن ما يحيط بهم.

محطّات مفصلية

وأضاف المريش انه كان دائم التردد على محلّ والده الذي يستمع بشكل مستمر لفريد الأطرش وأسمهان الأمر الذي جعله يغني بدوره في جميع حالاته دون ان يعي ذلك قائلاً انه لم يستطع التعبير عن نفسه إلا من خلال الغناء مهما كان الموقف الذي وجد فيه.

وشدد المطرب المريش على تأثره بفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ووديع الصافي مشيراً إلى انه عندما بلغ سن السادسة عشر تقريباً توجه إلى نقابة الفنانين السوريين باللاذقية بحثا عمّن يعلّمه العزف على العود أين وجد الفنان عماد خلّو الذي وافق على إعطائه درسين أسبوعيا.

وبيّن انه والده كان يقيم حفلة مرة كل شهر وكان يغني فيها إلى ان تحصّل على الباكالوريا وتوجه بعدها إلى بيروت للالتحاق بالمعهد الوطني العالي للموسيقى بلبنان.

وأبرز محدثنا انه هناك التحق بـ"كورال" إيلي كسرواني الذي وانه طلب منه بعد فترة ان يجمعه بالفنان وديع الصافي، فقبل كسرواني واجتمع مع الصافي عندما كان عمره 20 سنة، واصفاً هذا اللقاء بأول نقطة فصل في حياته المهنية.

هذا وقد أشار إلى النقطة الثانية المفصلية كانت عند لقائه بغسان وإلياس الرحباني عندما شارك في مسابقة يقدمانها وفاز بالمرتبة الثانية، لافتاً النظر إلى انه إلياس وغسان الرحباني أعجبا بصوته كثيرا وأثنيا على موهبته وقدّم له الأخير أغنية "يحلى السهر".

وأردف حديثه بالقول ان النقطة المفصلية الثالثة تمثلت في لقائه بالفنان التونسي لطفي بوشناق بالمغرب عندما سافر مع وديع الصافي، بطلب من ابنه، ليشاركه في أغنية ديو بعنوان "ربي يتقبل".

وأفاد عبد الله المريش بأن لطفي بوشناق قدم نحوه وقتها وأخبره ان صوته جميل جداً، مضيفا انه طلب من بوشناق ان يساعده على زيارة تونس فاتصل هذا الأخير بسفير تونس ببيروت وبعد فترة قدم للبلاد التونسية.

وأوضح ان مجيئه لتونس كان أولاً لتحقيق طموحه المهني وثانيا لسبب شخصيا مشيرا إلى انه في تونس كسب خبرة جديدة وهي الغناء في المطاعم والحفلات والأعراس ومعتبرا ان هذا الأمر يجب ان يمرّ به أي فنان.

وأضاف ان أول عمل جمعه بلطفي بوشناق كان سنة 2014 وحملت الأغنية اسم "لعبة وسط الدمار" مبرزا ان ما قرّبه من بوشناق هو حفظه للقرآن وقدرته على تجويده رغم خلفيته المسيحية.

وقال المريش ان هناك عملا آخر مع بوشناق وهو "تحت السيطرة" مبينا انه غنى معه مرتين الأولى سنة 2014 والثانية خلال السنة الجارية، ومفيدا بأنه سيقوم قريبا بتسجيل أغنية جديدة.

 

سوريا في القلب

من جهة أخرى، قال المطرب السوري انه عاش بسوريا لمدة 18 سنة وان تلك الفترة التي يتكون خلالها الإنسان ولذلك فإن المكان الذي يولد فيه الإنسان "ينعجن" فيه ويؤثر عليه.

وحول ما يحصل في سوريا، أكد وجود أخطاء لدى النظام السوري الحالي وانه من حق أي شعب ان يدافع عن حقوقه مستدركا بالقول انه اليوم لم تعد هناك ثورة بل مؤامرة.

وأوضح الفنّان الصاعد عبد الله المريش ان مشكلة السوريين اليوم هي انهم أخطأوا في حقّ بعضهم البعض وانهم لمّا توقفوا عن تبادل الحبّ فيما بينهم دخل الغرباء إلى بلدهم مشيرا إلى ان سوريا تمرّ بحرب ضدّ البلاد وضدّ أهلها بما فيهم عائلته.

وتابع قائلاً ان سوريا فيها فساد ولكن كذلك الأمر بالنسبة لإيطاليا وأمريكا وبقية الدول مؤكدا انه في سوريا هناك حاجة لتعلّم ثقافة قبول الآخر.

وشدّد على ان الفنان يجب ان يكون شاهدا على عصره بالحق مثله مثل الصحفي وان ينقل ما يحصل في بلاده إذ من غير الممكن التغاضي عنه، على حدّ قوله، مؤكدا ان الفنان يجب ان لا يكون محايداً بل أن يكون له رأي إما ضدّ أو مع.

ولفت النظر إلى انه كما يحترم الآخر المعارض لا بدّ ان يحترمه هذا الأخير مبرزا انه مع بقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا ومبينا انه لو الأسد فسيكون مصير سوريا مشابها لما حصل في العراق بعد سقوط صدام حسين.

وقال انه يؤمن بالفكرة القومية التي كان يتزعمها أنطوان سعادة وبوحدة سوريا الكبرى.

وأوضح ان سبب بقائه في تونس يعود بدرجة أولى إلى أسباب مهنية حيث انه قدّم عدة أعمال رفقة لطفي بوشناق وصعد على مسرح قرطاج مرتين، كما انه أطلق أول ألبوم هنا بحضور الفنانة سنيا مبارك، إلى جانب غنائه في عدة أماكن وفي الأعراس والاحتفالات وحفلات ثقافية موسيقية وغيرها.

وأضاف انه بقي كذلك لما وجده من ألفة ومحبّة من الناس قائلاً "الشعب التونسي يحبّ السوري" ومذكراً بما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش "كيف نشفى من حبّ تونس".

إلتزام فنّي لا ينضب

من جهة أخرى، اعتبر الفنّان الصاعد  ان الإعلام لعب دورا كبيرا في ترويج الفن المتدني مشيرا إلى ان انسياق الجمهور وراء هذا النوع من الغناء يعود إلى نوعية التربية الأسرية والثقافة التي ينشأ عليها في بيته.

وقال إن مشكلة المجتمع العربي اليوم هي وجود إعلام "مضروب" من جهة وارتباط الموسيقى بعالم التجارة والخلاعة من جهة أخرى مضيفا ان الشعب يتأثر كذلك بالبعد الموجود في سياسة الدولة وان تدني المستوى الفني في العالم العربي مردّه كذلك الدول والاستعمار الذي حكم العالم العربي والذي زرع فيه الخوف والسعي لتوفير لقمة العيش في حين ان من يفكّر في الفن وتطويره يجب ان يكون مرتاحا، على حدّ قوله.

ولفت في هذا السياق إلى ان الشام بأكملها منذ أن حكمها الأتراك والفرنسيون وهي تعيش في حالة حرب مبينا انه المجتمع بدوره للأسف أصبح خنوعا للأنظمة التي حكمته بعد الاستقلال وبالتالي ضاعت شخصيته وبات أي فيروس قادر على اختراق أمة العرب، حسب تعبيره.

وأشار إلى مصر ولبنان اللتان صدّرتا في وقت سابق عظماء وأصبحتا اليوم تصدّران "رجب حوش صاحبك عني" و"بحبك يا حمار" و"شخبط شخابيط" مؤكدا انه ليس ضدها.

وأضاف عبد الله المريش ان التكنولوجيا أيضا بات لها دور سلبي أكثر منه إيجابي في هذا الشأن.

وشدد على انه من المستحيل ان يساهم الفنان الحقيقي في نشر المستوى المتدني من الفن حتى لو واكب العصر أي الأغنية السريعة لافتا إلى عدد من الأسماء التي استطاعت ان تتماشى مع موسيقى هذا العصر والحفاظ على الرقي في الآن نفسه على غرار وائل كفوري وملحم زين وراغب كلامة وكاظم الساهر وصابر الرباعي وفارس كرم ورامي عياش، إلى جانب فنانين غنوا الثورة ونقلوا ما يجري حولهم مثل مارسيل خليفة والشيخ إمام وآخرين.

وحول جديده، أفاد المطرب السوري بأنه لديه ألبوم جديد سيبصر النور قريبا إلى جانب ألبوم آخر روحاني صوفي، إلى جانب مشاركته في مسابقة فنية.

 

 

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.