شهدت مباراة "الدربي" التي دارت يوم أمس بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي لحساب الجولة الخامسة للرابطة المحترفة الأولى وتحديدا في فترة الاستراحة ما بين الشوطين حين كانت النتيجة متعادلة دون أهداف أحداثا مؤسفة بعد أن تفشت الفوضى في مدارج الإفريقي..
الفوضى خلفت مظاهر تخريب عارمة في ملعب رادس بعد أن تقاتلت الجماهير فيما بينها بالكراسي في مشهد مخز كان له انعكاس سلبي على أداء الفريق في الملعب..
أنصار الإفريقي كانوا سببا بارزا في الهزيمة فعوض القيام بدورهم في المؤازرة تركوا الهدف الأول الذي جاؤوا من أجله جانبا وانخرطوا في صراع فيما بينهم..
وبحسب بعض من عاينوا الأحداث عن قرب فإن الشجار انطلق بين أفراد مجموعة واحدة ينتمون إلى نفس الحي قبل أن يتم رمي مجموعة أخرى بكرسي على وجه الخطأ فتحول الصراع من أفراد مجموعة واحدة إلى مجموعتين تقاتلان لفرض الوجود وتأكيد الحضور..
"كرسي" على وجه الخطأ كان الشرارة الرئيسية لتلك الأحداث التي تضرر منها النادي الإفريقي حيث لو لا تدخل أعوان الأمن لتحول ملعب رادس إلى مجزرة على ضوء ما تابعناه من فوضى عارمة..
تقاتل أنصار الإفريقي فيما بينهم لم يكن الحدث الوحيد في الدربي بل لفت العدد الضخم من أنصار الترجي الرياضي داخل ملعب رادس الانتباه حيث دلف إلى المدارج نحو 7 آلاف "مكشخ" كان لهم دور فاعل في مؤازرة فريقهم ومشاركتهم في الهدف الأول لاحظها الجميع بما في ذلك من تحدثنا إليهم من الإطار الفني للإفريقي..
الغريب أن الإفريقي طلب حضور جمهور الترجي الرياضي في الدربي وأصر في طلبه فكان حضور "الترجيين" أشد قوة من جمهور الإفريقي فالأول آزر بقوة وكان دعمه واضحا والآخر كان سلاحا ضد ناديه..
لجنة تنظيم الإفريقي فشلت في تأطير عملية بيع التذاكر ساهمت بسلبيتها في رواج "السوق السوداء" حيث عاينا كيف أن هناك من اقتطع 6 و8 و9 تذاكر كما أن العدد الضخم للترجيين الذي غزا الملعب يطرح عدة نقاط استفهام..
وحتى لا يقتصر أيضا اللوم على لجنة التنظيم فإن خلية الإعلام بدورها سمحت بأن تكون منصة الصحفيين مدرجا ترجيا خالصا حتى اكتفى عديد الصحفيين بالجلوس على الأرض لممارسة مهامهم في حين كانت أماكنهم محجوزة لجماهير قفزت فرحا مع تسجيل فخر الدين بن يوسف لهدفه الأول..
حرب المجموعات يجب أن تنتهي إذا رام أهل الفيراج حقا تقديم مصلحة ناديهم ولم لا حل كل المجموعات والعودة إلى "الكورفا نورد" التي مضى على تأسيسها 20 سنة والفرق شاسع بين السنوات الأولى والواقع المتردي في المواسم الأخيرة..