توجّه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، اليوم الأحد 4 أكتوبر 2015، إلى مصر لتأدية زيارة "عمل وأخوّة" رفقة وفد رسمي رفيع المستوى وذلك بدعوة رسمية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي. وسيجري السبسي بهذه المناسبة مباحثات مع نظيره وكبار المسؤولين المصريين حول العلاقات الثنائية وأهم القضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة العرب اللندنية الصادرة اليوم الأحد 4 أكتوبر 2015، ان مباحثات السبسي بالقاهرة اليوم وغداً، ستعطي أولوية لمناقشة أبعاد وتحديات الملف الليبي، وبحث فكرة التدخل العسكري من خلال عمل محدود، يتضمن تنفيذ ضربات جوية خاطفة، من أجل مساعدة الجيش الليبي على تحرير الأراضي الليبية، التي يسيطر عليها تنظيم داعش والميليشيات المسلحة، علماً وان مصر تميل إلى تأجيل أيّ قرار عسكري بالتدخل الواسع في اﻷراضي الليبية، إلى ما بعد الانتهاء من تشكيل القوة العربية المشتركة.
وذكرت الصحيفة أن مصر تتعاون مع تونس معلوماتيا وأمنيا في تدريب قوات شبيهة بوحدات التدخل السريع على مكافحة الإرهاب، وقامت القوات المسلحة المصرية بعدد محدود من الطلعات الجوية في الغرب الليبي، بطائرات الرافال التي تسلمتها مؤخرا من فرنسا.
وأفادت أن القاهرة لعبت دورا مهما في تحول الموقف التونسي تجاه تركيا، حيث كشفت المخابرات المصرية لتونس معلومات تؤكد قيام تركيا بدور في دعم الإرهاب، وقدمت لها صورا لسفن تركية ترعى حركة نقل الإرهابيين في البحر المتوسط، وهو ما عكسته تصريحات للطيب البكوش وزير الخارجية التونسية اتهم فيها أنقرة صراحة بمساعدة الإرهاب في تونس، وتسهيل تنقل إرهابيين نحو العراق وسوريا، تحت مسمى الجهاد.
كما كان للقاهرة دور في إقناع تونس بوقف تجميد العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، وفتح باب للتنسيق المباشر مع دمشق بشأن مصير آلاف التونسيين الذين ذهبوا إلى سوريا، وانضم عدد كبير منهم لقوى متطرفة.
وقد جعلت موجات الإرهاب المتتالية التي ضربت كل من مصر وتونس، من رفع مستوى التنسيق والتعاون ضرورة حتمية، فرضتها رغبة لدى قيادتي البلدين، لصد الهجمة الشرسة التي تهبّ على كليهما من ليبيا، بسبب الفوضى التي تعمّ شرق وغرب هذه الدولة، خاصة أن لدى مصر منهج شامل في مكافحة الإرهاب، يمكن أن يكون مرشدا لأجهزة الأمن التونسية لوقف تمدد الإرهابيين.
