أسندت شركة اتصالات تونس يوم الجمعة 18 سبتمبر الجاري مبلغا ماليا هاما لفائدة المنظمة التونسية للدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة في إطار مساعدة هذه الاخيرة على تنظيم مؤتمرها الانتخابي الاول منذ تأسيسها في 24 فيفري 2012.
وحضر حفل تسليم الصك المصرفي بالمبلغ المذكور كل من الرئيس المدير العام الجديد لشركة اتصالات تونس نزار بوقيلة ومديرة الاتصال سنية اللوقاني إلى جانب حضور كل من مدير المنظمة يسري المزاتي والكاتبة العامة بوراوية العقربي والمتصرف الإداري والمالي أنور الهاني والمنسقة العامة مروى الهذلي.
وأشاد السيد نزار بوقيلة بالدور الهام الذي تظطلع به هذه المنظمة في مساندة الاشخاص دوي الاعاقة والدفاع عن مكاسبهم، مؤكدا مساندة اتصالات تونس لهم وتبنيها لقضيتهم.
اللقاء لم يكن عاديا مقارنة باللقاءات الرسمية التي تعقدها اتصالات تونس في العادة مع منظمات خيرية أو حقوقية او شركاء لها في ميادين رياضية وثقافية، بل كان بسيطا في شكله عميقا في مضمونه، حيث عكس نظرة جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة في بلادنا ربما علينا جميعا تبنيها من هنا فصاعدا.
الوجه الاجتماعي لاتصالات تونس
الأشخاص ذوي الإعاقة مثلما أكدت على التسمية الكاتبة العامة للمنظمة الحاصلة على دعم اتصالات تونس بوراوية العقربي، مواطنون تونسيون لهم حقوق مثلهم مثل أي مواطن تونسي من غير ذوي الإعاقة، وهو ما تعمل المنظمة على ترسيخه في المجتمع بجميع فئاته من خلال تنظيم ورشات تكوينية وحملات تحسيسية في مختلف المجالات.
ويعتبر الدعم المادي المقدم من اتصالات تونس، أول دعم تتلقاه المنظمة من قبل كافة المؤسسات الوطنية، ولعل الجانب الربحي التسويقي للمشغل التاريخي للاتصالات في بلادنا ينتفي أمام هذه اللفتات النبيلة المتكررة بالنسبة لاتصالات تونس، باعتبارها مساندا أساسيا لعديد الجمعيات على غرار الجمعية التونسية لقرى الأطفال (S O S قمرت) وجمعية رحمة لرعاية المسنين بالمكنين وجمعية الصم والبكم والأكاديمية الرياضية والتربوية للصم والبكم بتونس والهلال الأحمر التونسي وجمعية المدنية…
انتظارات المنظمة من اتصالات تونس
يسعى القائمون على المنظمة التونسية للدفاع عن الأشخاص ذوي الاعاقة إلى خلق اهتمام مباشر بمنظوريها من منظور حقوقي قانوني وليس من منظور اجتماعي يقوم على الدونية والشفقة، وفق ما أكده رئيس المنظمة يسري المزاتي، الأمر الذي يجعل الرغبة في التعامل مع اتصالات تونس تتجاوز المساعدات المالية إلى إيجاد مناخ تشاركي ملائم في العلاقة بين الطرفين.
من جهتها اكدت مديرة الاتصال بالشركة سنية اللوقاني أن اتصالات تونس ستعمل على تأطير هذه المقترحات سعيا منها إلى تقديم الدعم ووضع اليد في اليد مع كل ما يمكنه ان يساعد في النهوض بمستوى العمل الاجتماعي الذي تتبناه الشركة على مر سنوات ومازالت عازمة على المواصلة فيه.
اللقاء الذي استمر أكثر من ساعة بمقر إدارة اتصالات تونس بالبحيرة 2، لم يكن مجرد حفل لتسليم مساعدة مالية مثلما يتوقع البعض، بل كان مناسبة لاكتساب مفاهيم جديدة في علاقة بالأشخاص ذوي الإعاقة، فهم ليسوا حاملي إعاقة أو ذوي احتياجات خصوصية مثلما اعتدنا توصيفهم، بل هم مواطنون تونسيون في حاجة إلى دعم الجانب الحقوقي والقانوني المتعلق بهم، جانب ساهمت اتصالات تونس في تسليط الضوء عليه وهو الغاية المنشودة من قبل كل مؤسسة وطنية تؤمن بالمواطنة وحقوق الانسان.