أنهى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أمس الاربعاء زيارة لتركيا لم يُعلن عنها مُسبقا، استغرقت ثلاثة أيام، جاءت بعد أيام من الزيارة المفاجئة والمثيرة للجدل التي قام بها نائب رئيس حركة نداء تونس حافظ قائد السبسي إلى أنقرة واجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
واعتبرت صحيفة العرب اللندنية الصادرة اليوم الخميس 20 أوت 2015، أنه كان بالامكان أن تكون زيارة الغنوشي الحالية إلى تركيا عادية وطبيعية وتندرج في سياق الزيارات التي دأب عليها باعتبار أهمية تركيا للجماعات المحسوبة على الإخوان المسلمين، غير أن توقيتها الذي تزامن مع بدء انكفاء تركيا نحو الداخل على وقع الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بها، جعل منها زيارة تحمل بين طياتها دلالات سياسية هامة.
ومع ذلك، تباينت آراء المراقبين بشأن هذه الزيارة، وتضاربت القراءات السياسية لأبعادها، حيث اعتبرها البعض مثيرة للهواجس على ضوء المستجدات في المنطقة، حيث قال أمين عام التيار الديمقراطي زهير حمدي في هذا الاطار إن هذه الزيارة مثلها مثل الزيارات الأخرى للغنوشي "تثير الكثير من الهواجس لأنه لا يمكن الجزم بأسبابها الحقيقية نظرا لحالة التكتم التي أحاطت بها".
وقال لـ"العرب": لا يمكن النظر إلى هذه الزيارة بمعزل عن التطورات الراهنة وعلاقتها بتراجع دور الجماعات الإسلامية وتأثيرها ارتباطا بتوجه تركيا نحو الانزواء والانكفاء بسبب الخسائر والهزائم السياسية التي مُني بها مشروعها الإخواني في المنطقة.
واعتبر أن زيارة الغنوشي لها علاقة بإعادة ترتيب التحالفات بين تركيا من جهة، والجماعات الإسلامية من جهة أخرى، وخاصة منها التنظيم الدولي للإخوان الذي يعاني من خلافات ذات طبيعة استراتيجية تهدد بتقويض تماسكه، وبالتالي البحث عن صيغ للملمة صفوفه، ولرسم المُخططات لتجاوز حالة الحصار والانحسار التي باتت تُحيط به"، على حد قوله.