أكّد رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي في حواره مع قناة التاسعة،أنّه في حال ما تمّ الاعتداء على حرمة التراب التونسي من قبل قوات فجر ليبيا فإنّ تونس لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري إذا تطلّب الامر ذلك.
وقال السبسي إنّ الجدار الواقي على الحدود بين تونس و ليبيا هو عبارة عن خندق على التراب التونسي على بعد 8 كلم من الخط الفاصل مع الطرف الليبي.
وشدّد على أنّ مثل هذا الساتر الحدودي لا يمثّل ازعاجا بالنسبة لمن يتنقل عبر المعابر القانونية في حين يقلق المهربين و الارهابيين الذين يتسربون عبر الحدود مثلما حصل مع منفذي هجوم باردو و عملية سوسة.
وبيّن أنّ تونس تخشى من الوضع الليبي حيث تنتصب داعش في بعض المناطق الليبية بما فيها القريبة من الحدود التونسية.
وقال إنّ الدولة التونسية لو كانت تملك امكانيات مالية كبرى لقامت بانجاز حماية الكترونية عبر الكاميروات.
وأضاف أنّ لتونس علاقات مع حكومة طرابلس لانّها جارة و هناك بعض المشاكل،مشيرا إلى أنّه كرئيس للجمهورية استقبل جميع الاطراف لانّه ليس رئيس حزب و لانّ جميع الفرقاء الليبين مازالوا لم ينضجوا بعد للاعتراف ببعضهم البعض.
وقال إنّ تونس دولة لا تتعامل مع مليشيات وفي ليبيا ليس هناك دولة و مصالح تونس تقتضي ألا يجلب لها الشرّ من ليبيا التي هي جارة وللدولة التونسية مصالح معها.
واعتبر أنّ قوات فجر ليبيا تمثّل سلطة واقعية في طرابلس لذلك تمّ التعامل معها،مقرّا ضمنيا بأنّه حصل ابتزاز لوزارة الخاراجية في قضية وليد القليب عبر اختطاف الدبلوماسيين من القنصلية العامة.
كما أوضح رئيس الجمهورية أنّ الخطر قادم لاسيما من الحدود مع ليبيا بحيث تتسرّب منها الاسلحة و الارهابيون،مفيدا بأنّ هناك عددا لا بأس به من الارهابيين التونسيين الذين يتدربون في ليبيا.
هذا ونشير إلى أنّ حكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا و التي تخضع لسيطرة قوات فجر ليبيا اعتبرت في بيان متلفز، أصدرته الثلاثاء، أن ” أي إجراء يخص تأمين الحدود بين ليبيا وتونس ينبغي أن يكون نتيجة تحاور وتنسيق بين البلدين، وأن أي إجراء أحادي الجانب لن يحقق الاستقرار والأمن المنشود بين البلدين".
وتوجهت برسائل مشفرة إلى تونس استنكرت فيها إقامة الجدار الأمني دون التشاور معها واتهمت تونس بتصدير الإرهاب إليها.
وقد علّق السبسي على هذا الموقف بأنّه مبني على عدم فهم موضوع الساتر الترابي الذي شرعت الدولة في تشييده على الحدود مع ليبيا.
