نشر الباحث في التاريخ العربي المعاصر والمحلل السياسي عادل اللطيفي تدوينة على صفحته الفايسبوكية الخاصة، علق من خلالها على أحداث العنف الدائرة بمدينة غرداية الجزائرية، نافيا ما يتردد من كون الأمر يعود إلى مؤامرة خارجية تحاك ضد الشقيقة الجزائر.
وفي ما يلي نص التدوينة كما وردت في صفحة صاحبها:
"لا مؤامرة في الجزائر: كالعادة ينساق الكل وراء التحليلات المؤامرتية الجيوسترتيجية السهلة التي تمكن منها حتى تلاميذ الابتدائي. فكأن الخارج أصبح بديلا عن فهم الداخل أي فهم الأنا. وهذا ليس بغريب عن ثقافة استند دخولها الحداثة إلى الطبيعة الإشكالية للعلاقة مع الآخر وليس العلاقة مع الذات. زد على على ذلك أن تحليل المؤامرة أسهل بكثير معرفيا من الولوج إلى خبايا وتناقضات الذات التي تتطلب زادا نظريا في العلوم الاجتماعية. إن العنف الذي شهدناه في الجزائر حدث كاشف عن هشاشة التجانس المجتمعي في البلدان العربية بحكم المسار التاريخي لتشكل الدولة. يعكس كذلك صعوبة ظهور الفرد في مجتمع ما زالت فيه الجماعة فاعلة. هو نفس ما شهدناه في تونس بعد الثورة من مواجهات عشائرية وجهوية وسقط فيها ضحايا. غير أن عدم الانسجام أعمق وأخطر في المجتمعات الشرقية المهيكلة أصلا في أطر ما قبل دولتية مثل الطائفة والعشيرة. شهدت الجزائر منذ سنوات مواجهات طائفية في جهة الأوراس بين الأباضية والسنة. لا بد من الوقوف على هذه الهشاشة لكن ذلك يتطلب حدا من التمكن من العلوم الاجتماعية. لقد كتب عالم الاجتماع الجزائري مصطفي لشرف كثيرا عن ذلك ومنذ عشريات. هكذا نصد باب التطفل والشعبوية الجيوستراتيجية. لا تتقدم الشعوب إلا بمواجهة ذاتها".