عائلة التونسي المتهم بإغراق مئات المهاجرين تكشف معطيات جديدة سبقت الفاجعة؟!

وجه الادعاء العام بمدينة كاتانيا في جزيرة صقلية بالجنوب الايطالي رسميا تهم "القتل، والتسبب بالغرق والمساعدة على الهجرة غير الشرعية" للشاب التونسي نور الدين محجوب (27 سنة) المشتبه به الرئيسي في قيادة مركب صيد غرق قبل ايام قبالة السواحل الليبية في اكبر فاجعة يشهدها البحر الأبيض المتوسط في السنوات الاخيرة اثناء عملية اجتياز الحدود خلسة انطلاقا من شاطئ ليبي باتجاه جزيرة لمبيدوزا باقصى الجنوب الايطالي وخلف مصرع نحو 800 "حارق" من جنسيات افريقية وآسيوية مختلفة من بينها المالية والغمبية والسينغالية والصومالية والإريترية.

المشتبه به التونسي الذي قدم اثناء التحري معه هوية "مضروبة" وهي محمد علي مالك، هو، حسب ما كشفت عنه صحيفة الصباح الصادرة اليوم الثلاثاء 28 أفريل 2015، شاب تونسي قاطن بحي سيدي سالم الشعبي بمعتمدية الشابة من ولاية المهدية، وينحدر من عَائِلة متواضعة الإمكانيات المادية، هاجر قبل سنوات خلسة الى ايطاليا ثم تحول إلى فرنسا الا ان السلطات هناك قررت ترحيله ليعود مجددا الى مسقط راسه لممارسة بعض الاعمال في قطاع النجارة.

وفي تصريح للصباح أفاد شقيق المتهم المدعو مكرم بأنه لن يصدق أن نور الدين "رايس" المركب الغارق، مضيفا: " نور الدين لا يفقه قيادة المراكب، ولا خبرة له في ميدان الصيد البحري ولا يعرف المسالك البحرية فكيف يصبح بين عشية وضحاها "قبطانا".. هذه افتراءات.. افتراءات..".

وقال مكرم إن نور الدين عندما عاد من إيطاليا حاول العمل في قطاع الصيد البحري إلا أنه فشل بسبب عدم قدرته على تحمل الأمواج وعدم فهمه في طرق الصيد إضافة إلى إصابته بالدوار لذلك انقطع سريعا وحول أنظاره إلى قطاع النجارة، مضيفا أن شقيقه تحول يوم الأحد 12 أفريل الجاري إلى مدينة صفاقس لاقتناء بعض الملابس، "ولكن بتجوله في الجهة صادف أن تعرف على شخص ليبي فأشعره بأنه يملك مقهى واقترح عليه السفر معه إلى ليبيا للعمل مقابل ألف دينار ليبي شهريا". 

وأفاد المحتحدث بأن شقيقه أعلم الشخص الليبي أن جواز سفره بقي في إيطاليا وبالتالي لا يمكنه السفر إلى ليبيا عبر المعابر الحدودية، "ولكنه طمأنه وأكد له أنه قادر على مساعدته في السفر إلى ليبيا فرافقه في الحين، وسافر شقيقي إلى ليبيا عبر نقطة حدودية بالجنوب التونسي دون أن يكون بحوزته جواز سفره".

وختم بالقول:"اتصل بي هاتفيا قبل الفاجعة وأعملني بأن أطرافا ليبية مسلحة هددته بالقتل إن لم يشارك في "الحرقة" وافتكت أمواله وأجبرته على الصعود إلى المركب"، وهو نفس الكلام الذي أكدته والدة المتهم التي قالت إن ابنها كان ضحية أطراف ليبية غرّرت به واستدرجته الى ليبيا ثم هددته بالسلاح للمشاركة في عملية "حرقان" نحو إيطاليا بعد أن افتكوا منه أمواله، موجهة رسالة الى السلطات التونسية كي تهتم بقضية ابنها قائلة: "ابني تونسي لحم ودم.. هو في حاجة اليوم للتوانسة الكل باش ياقفو معاه.. ابني ضحية.. وعمرو ما كان "حرّاق".. ولدي ما يفهمش في البحر".

من جهته نفى الاب التهمة عن ابنه قائلا: "لقد بدا لي أنه في حالة غير عادية.. قد يكون تحت تأثير الصدمة أو تحت تأثير مادة مخدرة قد يكون أجبر على تناولها في ليبيا"، مؤكدا أن نور الدين اتصل بشقيقه قبل الفاجعة وأعلمه أن الليبي الذي استدرجه الى ليبيا بعد أن أوهمه بانتدابه للعمل في مقهى على ملكه طلب منه المشاركة في عملية اجتياز الحدود خلسة، وعندما رفض هدده بسلاح نوع "كالاشينكوف" وافتك له أمواله وخيره بين الموت بالرصاص أو "الحرقان".

 


آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.