استئصال الإرهاب يبدأ بتصفية طابوره الخامس!

لم يعد من الممكن اليوم التغافل أو غضّ البصر حول حقيقة لا مراء فيها تتعلّق بوجود طابور خامس للارهاب يتعايش معنا ويخاتل بشكل قذر دفاعا بطريقة مبطّنة عن المجاميع المتطرفة التي تهدّد الدولة والمجتمع على حدّ السواء.

ما قام بنشره المدوّن والناشط ماهر زيد مخترع نظرية"البحث عن كنوز" تشكيكا في الوقائع التي جدّت أمس في متحف باردو التي راح ضحيتها أناس أبرياء  يندرج في اعتقادنا ضمن هذا  الاطار.

زيد أتحفنا مجدّدا بشعوذاته التلميحية الخبيثة حينما شكّك  بـ"ذكائه العابر للقارات" في كون السياح قُتلوا برصاص الأمن وليس على يد الارهاب الغادر وهو ما يطرح عديد التساؤلات الحارقة حول الخطر الذي يمثّله مثل هذا الكائن الغريب وأمثاله من "إعلام الزمقتال" على وحدة التونسيين و دولتهم الرخوة و التي يراد ضربها في الصميم.

لم تشف شهادات الذين عايشوا الحدث الارهابي غليل ماهر زيد الذي يقدّم نفسه على أنّه صحفي. ولم تقنعه الرواية الرسمية للدولة التونسية. كما أنّ التقارير الاعلامية بدورها  لم ترو ظمأه وهو الصيّاد الماهر للخزعبلات والخرافات المداهنة للارهاب و منفذيه.

كان زيد و مازال من المشكّكين في ظروف وملابسات الاغتيالات السياسية والعمليات الارهابية التي أودت بحياة أمنيين وجنود أشاوس استشهدوا في ساحة الشرف دفاعا عنه وعن عموم التونسيين . وهاهو يواصل حفلته التنكرية للقدح في صدقية ما حدث و الوقائع التي حفّت بعملية قتل ضيوف تونس بدم بارد.

في المقابل، لا نرى أيّ تحرّك من النيابة العمومية إزاء خطر الطابور الخامس للارهاب الذي يزداد تمدّدا في ذات الوقت الذي تتحدّث فيه الأجهزة الرسمية للدولة عن حرب شعواء معلنة ضدّ الغول الارهابي الذي  يبّشر بالتوحّش والخراب بديلا للديمقراطية والمواطنة و حقوق الانسان.

إنّ استئصال الارهاب من التراب التونسي لن ينجح طالما لم توجد استراتيجية  شاملة و واضحة لا هوادة فيها لدحر هذا المارد الذي خرج من قمقمه متحديا الدولة و المواطنين، وأولى الخطوات العملية للمضي في هذه المعركة لا يمكن أن تكون مجدية وذات فاعلية إلاّ بالضرب بقبضة من حديد على الطابور الخامس المتواطئ مع الارهابيين.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.