تعتبر منطقة بولعابة من معتمدية القصرين الشمالية مسرح جريمة الليلة البارحة ،منطقة إستراتتيجية هامة بالنسبة للمجموعات الارهابيىة،خاصة أنها تقع بين جبلي السمامة والشعانبي من الجهة الغربية لمدينة القصرين،كما انّها متخامة لوادي الحطب أكبر وادي في الجهة يصل امتداده الى القطر الجزائري.
وقد شهدت كل السفوح المتاخمة لمكان حادثة البارحة إضافة الى الوادي المذكور سابقا عدّة مواجهات وإشتباكات،كما عرفت مرتفعات جبلي السمامة والشعانبي في الاشهر الاخيرة عدة عمليات عسكرية مكثفة و وصفت آنذاك بالعمليات غير المسبوقة بعد رصد عدّة تحركات لمجموعات إرهابية او بناء على بلاغات من متساكني المنطقة تفطنوا خلالها الى أشخاص غرباء عن الجهة.
وتكمن استراتيجية المنطقة في سهولة تنقل هذه المجموعات الارهابية بين الجبلين المذكورين خاصّة أن المسافة بينهما لا تعدّ سوى مئات الامتار،بالاضافة الى توفّر الجبال المحيطة بها على أماكن وعرة وكهوف ومغاور وأشجار كثيفة، وتستغلّ هذه المجموعات في تنقلها ليلا غياب الحركة عن المنطقة ومكوث متساكنيها في منازلهم باعتبار افتقارها الى الى الفضاءات الترفيهية والمقاهي وغيرها، بالاضافة الى بعدها عن مركز المدينة اكثر من 10 كلم.
هذا وكان قد نبّه سابقا عدد من العارفين بالشأن الامني والعسكري إلى امكانية استهداف هذه الدورية القارّة نظرا الى تواجدها في مفترق هو الاخطر في ولاية القصرين خاصة في ظل غياب الانارة وبعده عن التجمّع السكني لمنطقة بولعابة بعدّة امتار ولما شهدته المناطق المحيطة به من محاولات ارهابية فاشلة سابقا خاصة لما اطلقت سيارة مجهولة النار على الضيعة العسكرية القريبة من المفترق، وقد تكرّر الامر لأكثر من مرّة ولم تتمكن وقتها الوحدات الامنية والعسكرية من القاء القبض على السيارة .
كل هذه العوامل كانت كفيلة لبعض العناصر الارهابية التي تتحصّن بالجبال المحيطة بالمنطقة لتنفيذ مخططها الاجرامي الجبان الذي راح ضحيته في حدود منتصف الليل 04 أعوان من الحرس الوطني..رحم الله شهداءنا.
