اعتبر الأمين العام المستقيل من حركة النهضة حمادي الجبالي ان الشعب التونسي قال كلمته في الانتخابات التشريعية الأخيرة وأصدر حكمه بكامل الحرية والمسؤولية مضيفاً ان هذا الأمر في حدّ ذاته إنجاز عظيم مهما كانت النتائج.
وأضاف الجبالي في بيان له ان نتيجة الانتخابات توقعها البعض وفاجأت البعض الآخر جهلاً أو تجاهلاً وأفرزت دروساً كثيرة وجب الوقوف عليها بشجاعة وصراحة ووعي مشيراً إلى ان الدرس الأول هو ان بلادنا وثورتنا مازالتا مهددتين بالارتداد والعودة إلى أنماط من الهيمنة كهيمنة الحزب الواحد التي خشيها الحزب الأغلبي الأسبق فتمكن منها غيره، على حدّ قوله، فضلاً عن عودة ثقافة وعقلية الزعيم الأوحد المنقذ بعدما خلنا أنها انقرضت بالثورة في وقت مازالت فيه بلادنا تتلمس خطواتها الأولى نحو بناء ديمقراطي متين يحتاج الى فترة انتقالية لسنوات عدة قوامها التشاركية الواسعة وروح الوفاق في الحياة السياسية و الاجتماعية على كل المستويات.
وأكد اننا نحتاج الى ثقافة تجمعنا، الأولى أن يحملها و أن يبادر بها رئيس الجمهورية و الطاقم الحكومي القادمان، موضحاً ان ذلك أمر لن يتحقق إلا بتوازن بين السلط السيادية في الدولة أي رئاسة الجمهورية و رئاسة الحكومة و البرلمان، وهذا يصعب تحقيقه في ظل هيمنة حزب واحد على هذه السلطات خاصة اذا أضفنا لهذه الفرضية خطر غلبة الطبع على التطبع عند البعض، حسب تقديره.
ودعا الجبالي إلى "انتخاب رئيس للجمهورية من حزب آخر غير الحزب الأغلبي في مجلس نواب الشعب، رئيس خَبِرنا نضاله في العسرة ضد الاستبداد و الفساد – ديمقراطي فكرا و ممارسة، رئيس جامع لكل أبناء شعبه، حكيم مبدئيا في مواقفه قويا في تحمل أعباء الحكم".
