حسم المنتخب الوطني لكرة القدم بطاقة التأهل إلى النسخة الثلاثين من أمم إفريقيا لكرة القدم بنسبة تزيد عن 90 في المائة وذلك قبل جولتين عن نهاية السباق.. حسابيا لا يزال التأهل مؤجلا على الأقل إلى الجولة القادمة باعتبار أن الفارق بين النسور وصاحب المركز الثالث المنتخب المصري لا يتجاوز 4 نقاط ولكن مع ذلك يمكن التأكيد أن المنتخب قد ضمن منطقيا صعوده إلى النهائيات قياسا برصيد المنتخبات أصحاب المركز الثالث في المجموعات الست السابقة والذين من الصعب أن يصل رصيدهم إلى عشر نقاط مع نهاية السباق وهي الحصيلة التي جمعها النسور في صدارة المجموعة السابعة والأخيرة..
انتصار الأمس أعاد البسمة لكل التونسيين ولكنه لم يصالح الجماهير مع منتخبها لأنها لا ترى نفسها في فريق يستقبل خصومه بالانكماش في مناطقه رافضا اللعب وآملا في ضربة حظ قد تأتي وقد لا تأتي..
البلبولي عملاق
برز الحارس الدولي للنجم الساحلي أيمن البلبولي ليلة أمس بتصدياته الحاسمة التي قادت النسور إلى الحفاظ على عذارة شباكهم للمباراة الثالثة على التوالي.. البلبولي أكد أنه الأفضل محليا وأن حمايته لعرين المنتخب ليس منة من أحد بل هو نتاج اجتهاد وثمرة عمل..
حارس ليتوال أجاب الجميع بأنه يبقى رجل المواعيد الكبرى الذي يمكنه أن يكون حاسما وفارقا في الأوقات الصعبة فرغم بعض الهزات التي اعترت مسيرته لم يتأثر وحافظ على مكانته في المنتخب..
نبيل معلول قد يكون أول من بلغته رسائل البلبولي مضمونة الوصول فحارس النجم رفض الرد على انتقادات محلل القناة القطرية مفضلا أن تكون إجابته إضافة ملموسة للنسور وهي أفضل الردود وأكثرها إصابة للهدف..
الحظ يبتسم
بغض النظر عن روح البذل التي ميزت أداء لاعبي المنتخب ليلة أمس فإن المؤكد أن السبب الرئيسي وراء انتصار المنتخب هو الحظ الذي كان أبرز أوراق النسور في مواجهة أسود التيرنغا..
المنتخب دخل اللقاء بتركيبة دفاعية بحتة وذلك بالاعتماد على خماسي في الدفاع مع لاعبي ارتكاز بنزعة دفاعية مقابل ثلاثي فقط في الخط الأمامي مهمته الهجوم والمساندة في الدفاع فكانت النتيجة أن اكتفى لاعبونا بالدفاع والاستسلام لسيطرة المنافس الخالية من الفرص كما هو حال لقاء الذهاب..
جورج ليكانس لم يقم أثناء اللقاء بإصلاح ما أفسده قبل بدايته تاركا كل شيء للصدفة وللحظ اللذان كانا أبرز "كوتشينغ" للبلجيكي فانتصر المنتخب خلال آخر اللحظات في سيناريو مثير..
تهويل الخصوم
على إجمالي اللقاءين لم يكشف المنتخب السنغالي ما يؤشر إلى أنه المنتخب الأقوى في المجموعة ولاح جليا أن الإطار الفني لمنتخبنا قد نفخ في صورته أكثر مم يجب.. السنغال منتخب محترم كرويا وله جيل جديد بإمكانه أن يعيده إلى صدارة الأحداث في القارة السمراء لكنه ليس أفضل منا ولم يثبت طيلة 180 دقيقة ما يمنحه الامتياز علينا..
"بسيكولوجيا" منح الناخب الوطني أسبقية معنوية للمنافس وفي نفس الوقت ضرب من حيث لا يدري معنويات أبنائه فعندما يصرح ليكانس قبل أيام من مواجهة السنغال أننا سنلاقي المنتخب الأفضل في المجموعة فهو لم يكن ينوي تسليط الضغط على المنافس وتحرير أبنائه وإنما كان يجهز لتبرير الانهزام أمامه والدليل على أنه كان يعي ما يقول هو الرسم الدفاعي الذي لعب به في اللقاءين..
الناخب الوطني رفع السنغال إلى مستوى لا يتماشى مع حقيقة إمكانياته بدليل أننا جمعنا 4 نقاط من 6 أمامه وكان يمكن أن يتسبب في الكارثة لو لم يساعدنا الحظ في كرة الفرجاني ساسي وبراعة البلبولي في بعض التصديات..
ما بعد التأهل
التأهل إلى "الكان" بات مؤكدا ولكن صار السؤال المطروح هو الهدف الذي سنرسمه لأنفسنا في النسخة الثلاثين من النهائيات الإفريقية فهل ستكون العبرة بالمشاركة مطمحنا أم أننا سنذهب للعودة باللقب؟
السؤال صار مشروعا على ضوء مواجهتي السنغال الذي لا يمكن تصنيفه ضمن الصف الأول الذي يضم الجزائر والكامرون وغانا ثم نيجيريا والكوت ديفوار اللتين تعانيان في التصفيات.. فإذا اكتفينا "بعشرة لتالي" ضد السنغال فكيف سنواجه البقية؟ هل سنركن للدفاع من جديد وننتظر كرة "زهروني" تقودنا إلى التاج الإفريقي؟
قلناها سابقا ونعيدها الجيل الحالي يمكن أن يعيد للكرة التونسية بريقها لكن بالأسلوب الدفاعي المقيت الذي خضنا به مواجهتي السنغال فإننا لن نبرح المربع الذي رسمناه لأنفسنا منذ نسخة 2008 فإما أن نغادر "الكان" من ربع النهائي أو نكتفي بالدور الأول وإن كان هذا ما يبحث البلجيكي أو من يقوده فيا خيبة المسعى..