بعد المفاوضات الطويلة لرصد هلال العيد أطل مفتي الجمهورية التونسية ليزف لنا خبر يقر بأن أول أيام عيد الفطر هو يوم الاثنين 28 جويلية 2014، فعمت الفرحة العائلات والأصدقاء والأحبة … فهنؤوا بعضهم البعض بحلول العيد، ولكن يبقى في قلوبهم حزن وألم على أرواح شهداء قطاع غزة الذين بقو أحياء في قلوبهم ، فهل يمكن أن نحتفل بفرحة العيد بعد سقوط ألف شهيد؟
هذا العيد كله ألم وحزن في ظل حرب عدوانية يشنها الاحتلال الصهيوني على إخواننا وأهلنا في قطاع غزة…
للأسف هذا العيد خلّف سقوط ألف شهيد من أطفال ونساء وشيوخ ومقاومين وصحفيين ومسعفين وحتى الأطباء لم ينجوا من القصف، وآلاف من الجرحى، كما خلّف دمارا في المنازل والمساجد والمستشفيات والبنيى التحتية للقطاع وحتى مدارس غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لم تسلم من الدمار وقتل من فيها ..
في أبشع مجازر ترتكب في هذا العصر بتواطؤ عربي ودولي لم يحترم الاتفاقيات والمواثيق الدولية ومبادئ الديمقراطية والعدالة والحرية، عوض أن تصدر منهم إدانة للعدوان وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين العزل وتصدر عنهم محاكمة للجرائم التي ارتكبت، اختارت منهم بعض الحكومات أن تظل في سباتها العميق فاقدةً لكرامتها وقرارها السياسي، واختارت الأخرى أن تخطط وتدعم وتشارك في هذا العدوان، في حين أخرى اختارت أن تقدم إعانات إنسانية (دواء وأكل…) انتهت صلوحيتها.
أهكذا يُعامل شعب أراد أن يقرر مصيره بنفسه؟
في ظل هذا الركود والجمود الدولي، تحركت مجموعة من الشباب العربي على مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك والتويتر) وأطلقت حملة بعنوان عيد الشهيد عوض العيد السعيد تضامنا مع شهداء قطاع غزة، كتبوا فيها عبارات تضامن تحمل هاشتاغ اسم البلد وهاشتاغ اسم الحملة.
فكتبت سحر مشموشي من لبنان على صفحة الفايسبوك الخاصة بالحملة الرسالة التالية :
"كرمال أطفال غزة كرمال الشهداء، عيدنا مؤجل". وكتبت صديقتها وبنت بلدها مريم كرنيب "حتى لو كنت شهيد – حتى ولو كنت مشروع شهيد حتى لو الموت قريب منك يا غزة – بس إنت ونحن ما في شيء بيمنعنا أنوّ نعيّد ونفرح فيهن .. لأنهم شهدا … شهدا القضيّة – لأجل شهداء غزة ..لأجل دماؤهم سنعيّد .. عيد مبارك يا غزة.. لأنك تستحقين الحياة.. كل شهيد فيك عيد يا غزة".
وكتبت مروى منصوري من تونس الكلمات التالية: "غزة الشهداء، غزة الأطفال، ما من عيد يبعث الأمل فينا ونحن نرى الدماء"، وأضافت إليها رانية المسعدي من تونس " لا أعتقد أن للعيد طعماً أو فرحةً مع هذا الكم من الدماء : دماء أبناء وطني البواسل ودماء إخواني الطاهرة في غزة. عذراً أصدقائي فلا مكان في قلبي للفرح أو الاحتفال وإخواني في غزة يموتون بنيران بني صهيون وفي وطني أمٌ تنعى فلذة كبد ماتت غدراً. ليس لي إلا أن آمل أن أعيادكم حين تنجلي هذه الغمة".
وكتب حسام هاب من المغرب هذه العبارات : "لأن فلسطين هي أرض المجد والعزة، ولأن كفاح شعبها يكتب بمداد من دم شهدائه، ومن أجل كل شهيد وشهيدة، وكل قطرة دم روت أرض غزة الصامدة، وكل مقاوم حمل سلاحه وأجل فرحة العيد حتى تتحرر أرض السلام فعيد هذه السنة وكل السنوات مؤجل حتى يعم السلام أرض الديانات الثلاث وترفرف راية فلسطين المستقلة في أرض تستحق أن نعيش ونقاوم ونستشهد من أجلها".
وأضاف واسيني سويرات من الجزائر "تمر الأيام ونبكي وماعندنا إلا إله إليه نشتكي".
فكل هذه التعاليق وغيرها أجمعت على أن غزة في هذا العام لن تقول عيد سعيد ولن تكون أيام العيد سوى أيام أخرى من الألم والوجع، بعض الأطفال لن يمسكوا أيدي آبائهم أو إخوانهم… فبعضهم جريح وبعضهم شهيد، ولن يلعب الأطفال في الشوارع فهي ليست آمنة، ولن تكون هناك حلويات العيد، ليس كرها بالحياة، ولا إحباطا ولا تشاؤما، ولكن احتراما للشهيد وأهله واحتراما للعائلات التي شردت وفقدت منازلها. فغزة تحب أن تفرح لكن منعها الغير من ذلك.
فاقترحوا على السادة القراء أن يشاركونا في حملة "عيد شهيد" ويعبروا عن تضامنهم مع اخوانهم الفلسطينيين بأي شيء قد تجدونه معبراً عن ذلك، عن طريق الكتابة أو الرسوم أو الصور أو الغناء أو المظاهرات… للمشاركة في الحملة شاركوا عبر الهاشتاك #عيد_شهيد أو عبر الصفحة الرسمية للحملة على الفايسبوك "عيد شهيد".