دعا الباحث في الحضارة العربية الاسلامية سامي براهم وزارة الشؤون الدينية إلى تنظيم حوار وطني حول المسألة الدينية تتم فيه دعوة كل الأطراف بمن في ذلك السلفيون غير المورطين في العنف، وفتح باب الاختلاف للجميع، موضحا أن هذا الحوار سيضبط استراتيجيا محددة لمواجهة العنف وفق تقديره.
وانتقد براهم ، في تصريح لصحيفة الشروق الصادرة اليوم السبت 28 جوان 2014، تقصير النخبة المثقفة تجاه أبناء الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية تاركة بذلك الباب مفتوحا للمتشددين يفسرون لهم الوجود على طريقتهم الخاصة، منبها الى ان التيار الارهابي هو الأكثر انتاجا للكتب في الوقت الحاضر، حيث يصدر يوميا عشرات منها بمختلف اللغات وفقا لقاعدة "تُكتب كصدقة جارية".
كما اشار سامي براهم إلى أن استراتيجيا الارهاب تقوم على استثمار متكامل في العمل الدعوي والنشاط العلمي والثقافي، مبينا أن الحل الامني في هذه الحالة يظل عاجزا عن مواجهة هذا المشروع إذ ان "الارهاب استراتيجيا تستثمر في الفراغ الموجود".
وقال المتحدث في ذات السياق: "إذا أردنا حماية مشروعنا الوطني في تونس فلابد من تحويل التوافق إلى وجود مشترك.. فآلاف التونسيين المقاتلين في صفوف داعش عجز اليسار والاسلاميون على حد السواء عن استيعاب متطلباتهم لذلك لم يشكلوا قوة اجتماعية ولم ينشطوا في المجتمع المدني من أجل النهوض بالدولة بل استقطبهم الارهاب خاصة في ظل غياب تيار وطني باستطاعته احتواء متطلباتهم".
وخلص الباحث في الحضارة العربية الاسلامية سامي براهم إلى أنه طالما ليست هناك تأويلية جديدة لمشروع وطني فيه تصور تقدمي للدين ومنوال عادل ونظام حكم لامركزي ، سيبقى هذا التيار ينتج الانصار والجهاديين حسب قوله.